ضغوط داخلية وابتزاز خارجي.. استدعاء زيلينسكي بسبب مفاوضات السلام وصفقة المعادن

في تطور جديد يكشف عن تصدّع داخلي في المشهد السياسي الأوكراني، طالبت المعارضة الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالمثول أمام البرلمان، لتوضيح مجريات محادثات السلام الجارية مع الولايات المتحدة وروسيا، وكشف تفاصيل صفقة المعادن المثيرة للجدل.
وبينما تشتد الضغوط الدولية على كييف لتقديم تنازلات، تصاعد الغضب داخل الأوساط التشريعية الأوكرانية بسبب ما وصفوه بـ”التعتيم الكامل” من جانب الحكومة و الرئيس زيلينسكي على مجريات المفاوضات.
المعارضة تطالب بالمكاشفة
دعت كتلة التضامن الأوروبي التي يقودها الرئيس الأسبق بيترو بوروشينكو، إلى جلسة طارئة في البرلمان الأوكراني يحضرها الرئيس فولوديمير زيلينسكي شخصيًا.
وأكدت الكتلة في بيان لها أن البرلمان الأوكراني، الذي يُفترض به المصادقة على أي اتفاق، مغيب تمامًا عن تفاصيل المفاوضات، وهو أمر غير مقبول في ظل حساسية المرحلة.
ضغوط أميركية ورسائل صريحة
وفي تصريح مثير، قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إن على أوكرانيا القبول بالتنازل عن بعض أراضيها، أو أن الولايات المتحدة ستتخلى عن الوساطة.
واقترحت واشنطن أيضًا الاعتراف بشبه جزيرة القرم كأرض روسية، الأمر الذي أثار استياءً واسعاً داخل أوكرانيا.
وتشير تقارير إلى أن خطة الولايات المتحدة ترتكز على عرض نهائي بلا ضمانات أمنية حقيقية لكييف.
تحذيرات من استسلام مقنع
وصفت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، يوليا سفيريدينكو، الخطة الأميركية بأنها استسلام لروسيا، مؤكدة أن أوكرانيا مستعدة للتفاوض، لا للتسليم.
كما شددت على ضرورة الحفاظ على السيادة الأوكرانية، وعدم تحويل المفاوضات إلى عملية تنازل قسري أمام الضغوط الغربية.
مخاوف برلمانية وتساؤلات مصيرية
طالبت النائبة المعارضة الأوكرانية إيرينا جيراشينكو، في منشور على فيسبوك، بمعرفة ما يجري في كواليس المفاوضات، قائلة:
“من غير المقبول أن نعرف أخبار السلام من واشنطن بدلًا من كييف. على الحكومة أن تصارح شعبها”.
الرئيس زيلينسكي بين نار الداخل وضغوط الخارج
وسط مشهد إقليمي معقّد وتوازنات دولية هشة، يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمي زيلينسكي تحديات غير مسبوقة. فبينما تضغط القوى الكبرى لفرض حلول سريعة، يطالبه الداخل بالشفافية والتمسك بالسيادة.
فهل سيتمكن زيلينسكي من تحقيق السلام دون أن يُتهم بالخيانة؟ الأيام المقبلة وحدها تحمل الجواب.