رسائل مشفرة وأسرار في الظل: وزير الدفاع الأمريكي يواجه عاصفة تسريبات داخل البنتاجون

رسائل مشفرة وأسرار في الظل: وزير الدفاع الأمريكي يواجه عاصفة تسريبات داخل البنتاجون

في خطوة تهدد بإشعال أزمة جديدة داخل أروقة البنتاجون، يواجه وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث تحقيقًا داخليًا بعد تسريبات مثيرة للجدل حول تنسيق ضربات أميركية ضد الحوثيين في اليمن. 
ورغم دفاع الرئيس دونالد ترامب عنه، فإن تساؤلات كثيرة تُطرح حول استخدامه لتطبيقات مشفّرة وتجاوزه للإجراءات الأمنية داخل وزارة الدفاع.

بيت هيجسيت أثناء لقاء أجراه مع الرئيس ترامب قبل توليه منصب وزير الدفاع الأمريكي 

تواصل مشفر داخل البنتاجون  

كشفت صحيفة واشنطن بوست، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن وزير الدفاع الأمريكي أمر بتثبيت تطبيق المراسلة المشفر “سيجنال” على جهاز كمبيوتر داخل مكتبه في البنتاجون. 
ووفقاً للمصادر، جاء هذا القرار بعد نقاشات مع مساعديه حول كيفية ضمان استمرار التواصل في حال انقطاع شبكة الهاتف المحمول داخل الوزارة.

وكان الهدف من استخدام “سيجنال” هو تسريع التنسيق مع البيت الأبيض وكبار مسؤولي إدارة ترامب، خاصة في المواقع الحساسة التي يُمنع فيها استخدام الهواتف المحمولة.

تسريب معلومات عن هجمات في اليمن  

وفي تطور أكثر إثارة، أفاد موظفون سابقون بأن وزير الدفاع الأمريكي شارك عبر “سيجنال” معلومات حساسة تتعلق بضربات جوية نفذتها القوات الأميركية ضد مواقع للحوثيين في اليمن يوم 15 مارس الماضي. 
المفاجأة أن هذه المعلومات تم تبادلها ضمن مجموعة ضمت زوجته وشقيقه ومحاميه الخاص
في المقابل، نفى المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، صحة هذه الادعاءات، واصفاً إياها بـ”الكاذبة والمضللة”.

صحفي وسط المحادثة.. عن طريق الخطأ

الجدل تضاعف بعدما كشفت مجلة “ذا أتلانتيك” أن رئيس تحريرها، جيفري جولدبيرج، أُضيف عن طريق الخطأ إلى مجموعة “سيجنال” التي ضمت مسؤولين كبار، بينهم وزير الدفاع الأمريكي ومستشار الأمن القومي مايك والتز، ناقشوا خلالها تفاصيل الضربات الجوية.
هذا الخطأ غير المقصود أشعل الشكوك وفتح الباب أمام تحقيق يقوده المفتش العام في البنتاجون، لا يزال مستمراً حتى الآن.

ترامب يدافع.. لكن العاصفة لا تهدأ  

رغم تصاعد الانتقادات، حرص الرئيس ترامب على الدفاع عن وزير دفاعه، مؤكدًا ثقته به، لكن ذلك لم يوقف الجدل الإعلامي والسياسي المتصاعد. 
فالقضية باتت تتجاوز مجرد استخدام تطبيق مشفر، إلى تساؤلات أكبر حول آليات حفظ الأسرار العسكرية الأميركية ومستوى الحوكمة داخل البنتاجون.
أصبحت الرسائل المشفرة والتطبيقات الرقمية أدوات حساسة يمكن أن تخلط بين التواصل الفعّال والخطر الأمني، في ظل تعقيدات المشهد الجيوسياسي العالمي.