ارتفاع بأكثر من 1% بعد هبوط حاد…النفط يستعيد زخمه

في مشهد اقتصادي لا يخلو من التقلّبات، عاد الذهب الأسود ليتصدر العناوين من جديد، بعد أن استعادت أسعار النفط جزءًا من خسائرها التي مُنيت بها في الجلسات السابقة، مدفوعة بتوترات السياسات التجارية العالمية.
أسعار النفط سجلت ارتفاعًا تجاوز 1%
طبقا لـ تحيا مصر ،اليوم الثلاثاء، سجلت أسعار النفط ارتفاعًا تجاوز 1%، في استجابة مباشرة لمحاولات الأسواق استيعاب تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية وتبعاتها على الاقتصاد العالمي.
فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 81 سنتًا، أي بنسبة 1.26%، لتصل إلى 65.02 دولار للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بـ92 سنتًا، ما يعادل 1.52%، ليصل إلى 61.61 دولار للبرميل.
هبوط ملموس في بداية الأسبوع
هذا التعافي جاء بعد هبوط ملموس في بداية الأسبوع، حيث فقد النفط ما يقرب من 2% من قيمته يوم الاثنين، في ظل مخاوف متصاعدة من تأثير سياسة الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكانت الأسواق قد تفاعلت سلبًا مع إعلان ترامب عن فرض رسوم تصل إلى 50% على بعض الواردات، في محاولة لإنعاش الصناعة الأميركية.
لكن هذه الخطوة أشعلت فتيل المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي، خاصة في حال ردت دول كبرى مثل الصين بالمثل.
الأسواق قد تفاعلت سلبًا مع إعلان ترامب عن فرض رسوم تصل إلى 50% على بعض الواردات
وهو ما حدث بالفعل، إذ أعلنت بكين عن نيتها فرض رسوم مضادة، مهددة بتصعيد إضافي في الحرب التجارية الدائرة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وفي هذا السياق، حذر “توني سيكامور”، محلل السوق لدى شركة “آي.جي”، من أن تمسك الصين بموقفها قد يدفع إجمالي الرسوم على صادراتها إلى الولايات المتحدة إلى مستوى صادم يبلغ 104%، ما قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في الأسواق العالمية ويقود الاقتصاد نحو الركود.
في المقابل، بدأت بعض الدول تسعى للحصول على إعفاءات من هذه الرسوم، بينما تراقب الأسواق عن كثب حركة المخزونات النفطية في الولايات المتحدة.
وتوقع استطلاع أولي أجرته وكالة “رويترز” أن ترتفع مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير بنحو 1.6 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، في إشارة قد تعزز المخاوف من ضعف الطلب خلال الفترة المقبلة.
وبين تجاذبات السياسة والاقتصاد، تبقى أسعار النفط رهينة أحداث متسارعة، لا تلبث أن تهدأ حتى تعود للاشتعال من جديد، وسط ترقب عالمي لمآلات التصعيد التجاري وأثره على مستقبل الطاقة.