صراع داخلي وضغوط خارجية: إسرائيل بين نيران المحكمة والجيش وغزة

بينما تتصاعد الاشتباكات السياسية داخل إسرائيل، تتفاقم الانتقادات الدولية بسبب ما يحدث في غزة، خاصة بعد استهداف طواقم الإسعاف.
تصريحات متضاربة من الداخل والخارج تُنذر بأزمة مزدوجة تهدد بنسف ما تبقى من توازن، فهل تنهار المؤسسات الإسرائيلية تحت وطأة الانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية؟
هجوم سياسي على القضاء الإسرائيلي
عضو الكنيست طالي غوطليب فجّرت جدلاً حادًا باتهامها لرئيس المحكمة العليا بالتحريض على “التمرد” ضد السلطتين التنفيذية والتشريعية.
هذا التصريح يأتي وسط حالة توتر غير مسبوقة بين الحكومة والجهاز القضائي، ما دفع وزير الدفاع السابق جانتس للتحذير من أن تجاهل قرارات المحكمة يعني “نهاية الديمقراطية”.
إسرائيل: الجيش يتأهب في الجنوب السوري
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تعزيز الوجود العسكري في جنوب سوريا، مؤكداً أن الخطوة تهدف لرفع “الجاهزية لأي سيناريو أمني”، ومضيفًا: “لن نتسامح مع أي تهديد لأمننا، لكن لا نية لنا بالتدخل في الشأن السوري”.
اتهامات دولية لإسرائيل بسبب غزة
في الخارج، تتوالى الإدانات بعد تقارير عن استهداف مسعفين في مدينة رفح الفلسطينية.
السيناتور الأمريكي بيتر ويلش وصف تلك الأنباء بـ”الوحشية”، وطالب بوقف بيع الأسلحة الهجومية لإسرائيل.
وقال السيناتور الأمريكي بيتر ويلش: “استهداف المسعفين في مدينة رفح الفلسطينية يتجاوز كل الخطوط الإنسانية”.
الصليب الأحمر: أوضاع غير مسبوقة في غزة
المتحدثة باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر كشفت عن معاناة كبيرة للطواقم الطبية، مؤكدة أنهم يعملون في ظروف قاسية للغاية.
وأشارت إلى أن “نصف قدرتنا التشغيلية معطلة بسبب الحصار على غزة، والطواقم تضطر للتفاضل بين الجرحى نتيجة نقص الإمكانيات”.
الأونروا تحذر: التعليم في القدس الشرقية تحت التهديد
عبّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عن قلقها العميق بعد اقتحام قوات من الشرطة الإسرائيلية وعناصر من وزارة التعليم الإسرائيلية ست مدارس تابعة لها في القدس الشرقية، وتسليمها إخطارات بإغلاق تلك المدارس.
وأكدت الوكالة أن هذه الخطوة تمثل تهديدًا مباشرًا لمئات الأطفال الفلسطينيين اللاجئين، الذين قد يُحرمون من حقهم الأساسي في التعليم، محذرة من أن مثل هذا الإجراء يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويمسّ بحصانة مؤسسات الأمم المتحدة.
وأوضحت الأونروا أن هذه المحاولات الإسرائيلية تأتي ضمن سياسة ممنهجة للتضييق على مؤسسات التعليم في القدس الشرقية، مضيفة أن المدارس المستهدفة تُشكّل شرياناً تعليمياً حيوياً للأطفال اللاجئين في المدينة.
وحذّرت الوكالة من العواقب الوخيمة لأي تحرّك يؤدي إلى إغلاق هذه المدارس، مشددة على أن التعليم ليس خياراً، بل حق مكفول دولياً يجب حمايته وصونه، وليس استهدافه أو مصادرته.
وختمت الأونروا بيانها بتأكيد التزامها بمواصلة تقديم خدمات التعليم رغم الضغوط، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية مؤسساتها وضمان استمرار تعليم الأطفال اللاجئين في القدس
إلى أين يتجه هذا التصعيد؟
أمام مشاهد الانقسام السياسي الحاد داخل إسرائيل، والغضب الدولي المتزايد بسبب ما يحدث في غزة، وتعقيد الأوضاع الأمنية على الجبهات، يبقى التساؤل: هل تملك إسرائيل القدرة على إدارة كل هذه الأزمات دون الانفجار من الداخل