«الدعم السريع» يقصف القصر الجمهوري في تصاعد خطير للمواجهات بالسودان

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الخميس، تصعيداً خطيراً في المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي استهدفت القصر الجمهوري بقصف مدفعي بعيد المدى، وفقا لمصدر عسكري.
وأفاد المصدر أن القصف انطلق من منطقة الصالحة جنوب أم درمان، وامتد ليشمل أيضاً مقر وزارة المعادن في المنطقة الحكومية بالعاصمة، ما يسلط الضوء على استمرار حدة الاشتباكات رغم محاولات الجيش السيطرة على الأوضاع، حسب وكالة «فرانس برس»
استعادة الجيش للخرطوم وردود فعل متبادلة
يأتي هذا التصعيد بعد أيام فقط من قصف قوات الدعم السريع مقر القيادة العامة للجيش السوداني يوم السبت الماضي، في هجوم يبدو أنه رد فعل على إعلان الجيش قبل أسابيع عن إخراج قوات الدعم السريع من العاصمة.
وشن الجيش منذ مارس الماضي عملية عسكرية واسعة نجحت في استعادة السيطرة على مواقع حيوية، أبرزها القصر الجمهوري ومطار الخرطوم، حيث أعلن قائد الجيش آنذاك أن “الخرطوم حرة”.
وعلى الأرض ما تزال قوات الدعم السريع ما تزال تحتفظ بمواقع استراتيجية في جنوب وغرب أم درمان، وتشن منها هجمات متكررة، مما يجعل السيطرة الكاملة على العاصمة أمراً صعباً. وفي بيان لها، أكدت قوات الدعم السريع أنها لا تزال موجودة في محيط القصر الجمهوري، رغم إعلان الجيش سيطرته عليه، مشددة على أن “المعركة لم تنته بعد”.
القصر الجمهوري.. رمز الصراع والسيادة
كان الجيش السوداني وصف عملية استعادة القصر الجمهوري بـ”الملحمة”، مشيراً في بيان رسمي إلى أن قواته تمكنت من هزيمة قوات الدعم السريع في مناطق وسط الخرطوم، بما في ذلك السوق العربي ومباني القصر الذي وصفه بـ”رمز سيادة وكرامة الأمة السودانية”. وأضاف البيان أن الجيش دمر أفراد ومعدات الخصم “تدميراً كاملاً”، واستولى على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات.
يذكر أن قوات الدعم السريع كانت قد سيطرت على القصر الجمهوري في 2023، بعد وقت قصير من اندلاع الحرب بينها وبين الجيش السوداني في أبريل من العام ذاته. ومنذ ذلك الحين، تشهد البلاد حرباً ضروساً خلفت عشرات الآلاف من القتلى، وأدت إلى نزوح أكثر من 13 مليون شخص، بينهم 4 ملايين عبروا الحدود إلى دول الجوار مثل مصر، جنوب السودان، تشاد، ليبيا، إثيوبيا، وأوغندا.
تقسيم النفوذ وتداعيات إنسانية كارثية
لا تزال الساحة السودانية مقسمة بين الطرفين، حيث يسيطر الجيش على المناطق الشمالية والشرقية، بينما تحتفظ قوات الدعم السريع بمعظم أراضي إقليم دارفور وأجزاء من الجنوب. وقد توسع نطاق الحرب منذ بدايتها في الخرطوم ليشمل ولايات أخرى مثل *الجزيرة، سنار، النيل الأبيض، والنيل الأزرق، قبل أن تتراجع وتترك بؤر توتر في **كردفان ودارفور.
وتواجه البلاد أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث حذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من 100 ألف شخص معرضون لخطر المجاعة، في ظل تدهور الخدمات الأساسية وانهيار البنية التحتية. كما أن استمرار القتال يعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى الملايين المحتاجين، مما يفاقم من معاناة المدنيين.