إيران لن تصبح نووية… وحماس لن تحكم غزة: رسائل حازمة من واشنطن

إيران لن تصبح نووية… وحماس لن تحكم غزة: رسائل حازمة من واشنطن

أكدت وزارة الخارجية الأميركية، عبر نائب المتحدثة باسمها تومي بيغوت، أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران مطلقًا بالحصول على سلاح نووي، في موقف صارم يأتي وسط تصاعد التوترات في المنطقة وتزايد الغموض حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني.

وفي تصريحات صحفية، أوضح بيغوت أن أمام إيران خيارين:

“إما التوصل إلى اتفاق مع واشنطن، أو مواجهة خيار آخر سيكون سيئًا جدًا للنظام في طهران”.

وتمثل هذه التصريحات تحذيرًا صريحًا من إدارة الرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية، حيث تعود واشنطن إلى لغة الحزم والردع تجاه طهران، بعد فترة من المفاوضات غير المباشرة والمراوغة الدبلوماسية خلال إدارة بايدن.

رسالة إلى طهران: لا وقت للمناورات

يأتي هذا التصعيد اللفظي من الخارجية الأميركية في وقت تكثف فيه إيران أنشطتها النووية، وسط تقارير تفيد باقتراب طهران من العتبة النووية دون اتخاذ الخطوة النهائية لتصنيع قنبلة.

ويقول محللون إن تصريحات بيغوت تعكس توجهًا أكثر تشددًا لدى إدارة ترامب الحالية، قد يفضي إلى ضربات وقائية أو تشديد العقوبات بشكل غير مسبوق إذا ما واصلت إيران تحدي المجتمع الدولي.

وأضاف بيغوت:

“رسالتنا واضحة: الخيار الأفضل هو التفاهم، لكننا لن نتهاون في مواجهة تهديد نووي مباشر من إيران”.

غزة: لا مستقبل لحماس في أي تسوية

أما فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فأكد بيغوت أن الولايات المتحدة لن تقبل بأي حل طويل الأمد يشمل استمرار وجود حركة حماس في قطاع غزة.

وقال:

“أي سلام دائم في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إذا بقيت حماس موجودة. هذه الحركة مسؤولة عن دمار غزة، ولا يمكن أن تكون جزءًا من المستقبل”.

وشدد المسؤول الأميركي على أن واشنطن تدعم الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، لكنها ترى أن وقف إطلاق النار دون تفكيك قدرات حماس سيُعيد الدائرة إلى نقطة الصفر.

البيت الأبيض: لا سلام دون تغيير في غزة

تأتي تصريحات بيغوت بعد سلسلة من المواقف المماثلة صدرت عن مسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الدفاع، تشير إلى أن أحد أهداف الحرب الحالية هو إنهاء سيطرة حماس على القطاع، بالتوازي مع البحث عن “بديل فلسطيني قابل للحياة” قادر على إدارة غزة دون العودة إلى الفوضى أو سيطرة المليشيات.

كما أكد أن إدارة ترامب تدعم دورًا إقليميًا لمصر وقطر في إعادة الإعمار والوساطة، لكنها في الوقت ذاته ترفض أي وقف غير مشروط لإطلاق النار قبل تحقيق الردع الكامل ضد حماس.

قراءة استراتيجية: واشنطن تضع قواعد جديدة

يرى محللون أن هذه التصريحات تكشف عن توجه أميركي جديد لوضع قواعد أمنية جديدة في الشرق الأوسط، عبر خطين متوازيين:

ردع إيران ومنعها من امتلاك سلاح نووي بأي ثمن

وإعادة ترتيب خريطة غزة ما بعد الحرب، دون حماس

ويقول الخبير في العلاقات الدولية، د. سامي الملاح، إن واشنطن بعثت برسائل مباشرة لإيران وحماس في الوقت ذاته، مفادها أن المنطقة مقبلة على هندسة سياسية جديدة، لن يكون فيها مكان للتهديدات المسلحة.