إيني تضخ 8 مليارات يورو وتضيف تريليون قدم مكعب لاحتياطي «ظُهر»|تفاصيل

إيني تضخ 8 مليارات يورو وتضيف تريليون قدم مكعب لاحتياطي «ظُهر»|تفاصيل

وسط مشهد طاقوي تتسابق فيه الدول للظفر بفرص جديدة في أسواق الطاقة، تخطو شركة “إيني” الإيطالية خطوة جريئة قد تغيّر ملامح سوق الغاز المصري بالكامل. 

إيني” لاعب رئيسي يعيد الأمل 

طبقا لـ تحيا مصر ، فبينما يعيش قطاع الطاقة المصري حالة من الترقب والتحدي نتيجة تراجع الإنتاج المحلي وارتفاع فاتورة الاستيراد، تبرز “إيني” كلاعب رئيسي يعيد الأمل في استعادة مصر لموقعها كمركز إقليمي لتصدير الغاز.

منظومة متكاملة تُعيد للحقل العملاق

منذ اكتشافها التاريخي لحقل “ظُهر” في عام 2015، لم تغب إيني عن المشهد المصري، لكنها الآن تعود بقوة دفع جديدة، تتخطى حدود الحفر والتنقيب إلى بناء منظومة متكاملة تُعيد للحقل العملاق بريقه وتضخ في شرايين الاقتصاد المصري مليارات الدولارات.

حيث أعلنت الشركة عن استثمار أكثر من مليار دولار في المرحلة الثالثة من تطوير “ظُهر”، والتي ستتضمن حفر آبار جديدة تُضيف قرابة 300 مليون قدم مكعب يوميًا من الإنتاج، فضلاً عن تعزيز الاحتياطي بإضافة تريليون قدم مكعب جديدة، وذلك بحلول عام 2028.

لكن طموحات إيني لا تتوقف عند البحر المتوسط، فالشركة تُوسع نطاقها في مشروع مليحة بالصحراء الغربية، وتُطوّر حقل “نرجس” المكتشف حديثًا، وتعمل على ربط اكتشافاتها في قبرص بالبنية التحتية المصرية، ما يتيح لمصر ليس فقط الاستفادة من الغاز القبرصي، بل أيضًا تصديره من خلال محطات الإسالة في إدكو ودمياط، وهي خطوة وصفتها الشركة بـ”التاريخية”.

وفي ظل الفجوة بين الاستهلاك المحلي الذي يتجاوز 6 مليارات قدم مكعب يوميًا، والإنتاج الذي لا يتعدى 4.3 مليارات، تأتي هذه التحركات كطوق نجاة. 

فكل قدم مكعب يُنتج محليًا يُخفف الضغط على ميزانية الدولة، ويوفر دولارات كانت تُستنزف في الاستيراد، ويفتح الباب أمام تحقيق فائض قابل للتصدير، ما يعيد تدفق العملة الأجنبية إلى الخزينة العامة.

تخصيص 8 مليارات يورو للاستثمار في مصر خلال السنوات المقبلة

وتراهن إيني على مقومات مصر كبنية تحتية قوية، واستقرار سياسي، ودعم حكومي واضح للاستثمار، ما دفعها لتخصيص 8 مليارات يورو للاستثمار في مصر خلال السنوات المقبلة. 

وهو ما أكده الرئيس التنفيذي للشركة، كلاوديو ديسكالزي، الذي وصف مصر بأنها “محور الطاقة في البحر المتوسط”.

ما يحدث خلف الكواليس ليس مجرد أرقام أو مشاريع على الورق، بل هو تحوّل استراتيجي يُمكن أن يعيد صياغة مكانة مصر في خريطة الطاقة العالمية.

وإذا سارت الخطط كما هو مرسوم، فقد نجد أنفسنا أمام صفحة جديدة تتصدر فيها مصر مشهد تصدير الغاز إقليميًا وعالميًا، بدعم من شراكة إيطالية تُديرها العقول، وتحركها المصالح المشتركة، ويغذيها الطموح.