اتهامات متبادلة بين إسرائيل وقطر حول الوساطة ووقف إطلاق النار

اتهامات متبادلة بين إسرائيل وقطر حول الوساطة ووقف إطلاق النار

تصاعدت حدة التوتر بين إسرائيل وقطر بعد اتهامات متبادلة بشأن دور الدوحة كوسيط في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس.

اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قطر بـ”اللعب على الجانبين” وتبني “خطابات مزدوجة”، داعياً إياها إلى الاختيار بين الوقوف إلى جانب “الحضارة” حسب تعبيره، أو ما وصفه بـ”همجية حماس”.

 جاء ذلك في تغريدة نشرها على منصة “إكس”، حيث انتقد دور قطر في الوساطة، رغم اعترافه سابقاً بدورها في الإفراج عن رهائن خلال الهدنات السابقة. 

ومن جانبها رفضت قطر هذه الاتهامات ووصفتها بأنها “تحريضية” و”تفتقر إلى المسؤولية السياسية والأخلاقية”. وقال ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، إن تصوير العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة كـ”دفاع عن الحضارة” يُذكّر بخطابات تاريخية استُخدمت لتبرير جرائم ضد المدنيين. وأضاف: “هل تم تحرير 138 رهينة عبر العمليات العسكرية أم عبر الوساطة التي يتم تقويضها اليوم؟”، مؤكداً أن سياسة قطر تقوم على المبادئ ودعم القانون الدولي دون انتقائية.

وتأتي هذه التصريحات بعد اتهام قطر إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، يوم الجمعة، بارتكاب “إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين، بينما أصر نتنياهو على أن إسرائيل تخوض “حرباً عادلة”، حسب تقرير لـ”بي بي سي”. 

 

استدعاء جنود الاحتياط واستعدادات لتوسيع الهجوم على غزة 

في سياق متصل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي استدعى آلاف الجنود الاحتياط لدعم عملية عسكرية موسعة في غزة. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن هؤلاء الجنود سيتم نشرهم على الحدود مع لبنان وفي الضفة الغربية، ليحلوا محل القوات النظامية التي ستشارك في الهجوم الجديد. 

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن مجلس الوزراء الأمني سيجتمع يوم الأحد للموافقة على خطة التوسع العسكري، بينما أفادت وكالة “فرانس برس” أن أقارب بعض الصحفيين تلقوا أوامر بالتعبئة. كما أعلن مكتب نتنياهو تأجيل زيارته المقررة إلى أذربيجان بسبب التطورات الأمنية في غزة وسوريا، دون تحديد موعد جديد. 

مقطع مصور لرهينة إسرائيلي يتهم القصف الإسرائيلي بإصابته 

في تطور آخر، نشرت كتائب القسام مقطعاً مصوراً يظهر الرهينة الإسرائيلي-الروسي، مكسيم هيركين (37 عاماً)، وهو مصاب بجروح في رأسه وذراعه. وقال هيركين، الذي وصف نفسه بـ”الأسير رقم 24″، إنه تعرّض لقصف إسرائيلي مرتين، إحداهما بعد انتهاء الهدنة والأخرى أثناء وجوده في الأنفاق. وتساءل: “كيف تحتفل إسرائيل بذكرى استقلالها بينما لا يزال 59 رهينة في غزة؟”، داعياً الإسرائيليين إلى التظاهر للمطالبة بإطلاق سراحهم. 

يذكر أن هيركين كان بين المحتجزين منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي، وفق مصادر إسرائيلية. وفي المقابل، أدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، معظمهم مدنيون، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع. 

احتجاجات إسرائيلية للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن 

تجمع آلاف الإسرائيليين مساء السبت في تل أبيب، حاملين صور الرهائن، للمطالبة بحكومتهم ببذل جهود أكبر للإفراج عنهم. بينما ترفض حكومة نتنياهو أي صفقة دون استمرار الضغط العسكري على حماس، رغم نجاح الوساطة السابقة في إطلاق سراح 192 رهينة.