أزمة جوع في غزة وترامب يعلق: سنساعد ببعض الطعام فقط

وسط أجواء من التصعيد العسكري الإسرائيلي، والمأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الاثنين، بالمساعدة في إيصال الغذاء إلى الفلسطينيين في القطاع، في أول إشارة مباشرة منه إلى الأزمة الغذائية المتفاقمة منذ أسابيع.
وقال ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض عندما سُئل عن خطط إسرائيل لشن هجوم موسّع على غزة:
“الناس هناك يتضورون جوعاً، وسنساعدهم في الحصول على بعض الطعام.”
وعد غامض ومحدود في ظل كارثة واسعة
رغم أن ترامب استخدم تعبيرًا إنسانيًا، فإن تصريحه لم يتضمن تفاصيل حول آلية المساعدة أو حجمها أو الجهات التي ستنفذها، وهو ما يراه مراقبون تعبيرًا عن ضغوط سياسية أكثر من كونه إعلانًا عن خطة إغاثية حقيقية.
ويأتي هذا التصريح في وقت تشير فيه تقارير أممية وميدانية إلى أن قطاع غزة يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية في العالم الحديث، بسبب الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل منذ أوائل مارس، والذي شمل منع دخول أي مساعدات إنسانية تقريبًا.
57 طفلًا قضوا جوعًا… والعدد مرشح للارتفاع
في السياق ذاته، أعلنت مصادر طبية فلسطينية في غزة، يوم الإثنين، وفاة 57 طفلًا على الأقل نتيجة سوء التغذية ونقص الرعاية الطبية، مشيرة إلى أن العدد مرشح للارتفاع في ظل غياب أي بوادر لحل إنساني شامل.
وقالت المصادر إن “الأطفال في أماكن النزوح يعيشون بلا مأوى، بلا غذاء، وبلا علاج”، مضيفة:
“ما يحدث في غزة ليس أزمة عابرة، بل إبادة بطيئة. إنقاذ أطفال غزة لم يعد خيارًا بل واجب أخلاقي وإنساني على المجتمع الدولي.”
نتنياهو: هجوم مكثف قادم… ولا انسحاب بعد الاقتحام
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، أن الهجوم الجديد على غزة سيكون “عملية مكثفة بهدف هزيمة حماس نهائيًا”، مشيرًا إلى أن الجنود لن يقتحموا ثم ينسحبوا، بل سيبقون في المناطق التي يتم السيطرة عليها.
وأضاف في مقطع مصور على منصة “إكس”:
“سيتم نقل السكان من أماكن القتال حفاظًا على سلامتهم.”
لكن هذا التصريح أثار مخاوف من موجة نزوح جديدة في قطاع يعاني أصلًا من انفجار سكاني وتدمير واسع في بنيته التحتية، بينما لا توجد ضمانات بحماية المدنيين، أو توفير بدائل غذائية أو طبية في مناطق النزوح.
تقرير أممي: أكثر من 90% من سكان غزة يعانون من الجوع الحاد
أكد تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن نحو مليون و950 ألف فلسطيني من أصل 2.2 مليون في غزة، يعانون من مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي، في ظل غياب شبه تام للإمدادات الغذائية والمياه النقية والوقود.
وأشار التقرير إلى أن استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات، وانهيار نظام التوزيع داخل القطاع، أدى إلى شلل كامل في عمليات الإغاثة، محذرًا من أن “المجاعة قد تتحول إلى حقيقة جماعية خلال أسابيع إن لم يحدث تدخل فوري”.
ضغوط على واشنطن… وغموض في الموقف
تصريحات ترامب – رغم تعاطفها الظاهري – أثارت انتقادات في الأوساط الإنسانية والإعلامية، إذ رآها البعض إشارة رمزية لا ترتقي إلى مستوى التحرك العاجل المطلوب، خاصة في ظل دعم واشنطن غير المشروط لسياسات إسرائيل العسكرية منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.
ورغم محاولات بعض المسؤولين الأميركيين تسويق فكرة “التوازن” في الموقف الأميركي، إلا أن غياب خطة واضحة للإغاثة أو وقف القتال يجعل التصريحات فاقدة للوزن على الأرض، وفقًا لتحليلات دولية.