التحولات العسكرية في الشرق الأوسط: وزير الدفاع الأمريكي يبحث تعزيز التعاون مع مصر وسط التحديات الإقليمية

في إطار تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي في الشرق الأوسط، ناقش وزير الدفاع الأمريكي، بيتر هيجسيث، مع نظيره المصري، الفريق أول عبد المجيد صقر، فرص تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين.
اللقاء الذي انعقد مؤخراً بين وزير الدفاع الأمريكي ونظيره المصري تركز على قضايا أمنية حيوية، بما في ذلك أمن البحر الأحمر، ومواجهة التهديدات التي تشكلها الميليشيات المدعومة من إيران.
تعزيز التعاون الأمني: البحر الأحمر والمواجهة مع إيران
خلال اتصالًا هاتفيًا مع وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد المجيد أحمد صقر ووزير الدفاع الأمريكي، جرى خلاله التأكيد على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة ومصر، ومناقشة الفرص لتعزيز المصالح المشتركة.
كما أكد وزير الدفاع الأمريكي هيجسيث على أهمية الحفاظ على أمن البحر الأحمر كممر حيوي للملاحة الدولية.
وأضاف وزير الدفاع الأمريكي قائلاً: “إن الحفاظ على حرية الملاحة في البحر الأحمر من خلال سياسة السلام بالقوة سيجعل الولايات المتحدة أكثر أمانًا وقوة وازدهارًا”.
القلق من تصعيد في اليمن وتأثيره على الاستعدادات في آسيا
في تطور آخر، أفادت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مصادر في الكونجرس الأمريكي، بأن هناك قلقاً متزايداً من استنزاف المخزون العسكري الأمريكي بسبب الحملة العسكرية في اليمن.
وحذر مسؤولون في البنتاجون من أن إرسال الأسلحة والذخائر إلى الشرق الأوسط قد يؤثر سلباً على الاستعدادات العسكرية الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
كما أكد المسؤولون أن نشر السفن والطائرات العسكرية في المنطقة قد يؤدي إلى ضعف القدرة على الرد السريع في حال حدوث أي صراع في آسيا.
تعديلات تأشيرات بعثة سوريا: خطوة دبلوماسية جديدة
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن تعديل تأشيرات أعضاء البعثة السورية لدى الأمم المتحدة، معتبرة ذلك خطوة إدارية تهدف إلى التكيف مع الوضع الدبلوماسي الحالي.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية أن هذا التعديل لا يؤثر على حصانة أو امتيازات البعثة السورية، وأكد أن الولايات المتحدة لا تعترف حالياً بأي حكومة سورية.
ويأتي هذا التعديل في وقت حساس، حيث تواصل الولايات المتحدة الضغط على الحكومة السورية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
القلق من تداعيات الحملة في اليمن
وفقًا لمصادر في نيويورك تايمز، هناك قلق في الكونجرس الأمريكي من أن الحملة العسكرية في اليمن قد تستنزف الأسلحة والموارد التي يحتاجها البنتاجون لردع التهديدات الصينية المتزايدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
المسؤولون في البنتاجون أبلغوا الكونجرس بنجاح محدود في تدمير صواريخ وطائرات مسيرة حوثية، لكنهم أشاروا إلى أن هذه الحملة قد تؤثر على استعدادات الولايات المتحدة في حال حدوث صراع في المنطقة الآسيوية.
التحولات الاستراتيجية في السياسة الأمريكية
من خلال هذه التطورات، يتضح أن السياسة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط تواجه تحديات معقدة.
في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لتعزيز تعاونها مع حلفائها في المنطقة، تبقى القضايا المتعلقة بالتمويل العسكري والموارد وتوازن القوى بين الشرق الأوسط وآسيا محط اهتمام كبير.
هل يمكن للولايات المتحدة الحفاظ على قوتها العسكرية في كلا المنطقتين دون التأثير على أحدهما؟ هذا السؤال سيبقى شغل الشاغل لصانعي القرار في واشنطن خلال الفترة المقبلة.