السيسي: مصر تحترم التنوع الديني.. وسأبني معابد لليهود إن وجدوا

السيسي: مصر تحترم التنوع الديني.. وسأبني معابد لليهود إن وجدوا

في زيارة رسمية إلى العاصمة اليونانية أثينا، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين مصر واليونان، مؤكدًا أن البلدين يسيران على درب شراكة متينة تعزز الاستقرار الإقليمي وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مختلف المجالات، لا سيما الطاقة والتبادل التجاري والتعليم.

البلدين يسيران على درب شراكة متينة تعزز الاستقرار الإقليمي

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أن هذه هي زيارته الخامسة إلى اليونان، مذكرًا بالدور الهام الذي لعبته أثينا في الدفاع عن وجهة النظر المصرية داخل الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الصعبة التي تلت عام 2011. 

وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن امتنانه لمواقف اليونان الداعمة لمصر على الصعيدين السياسي والدبلوماسي.

الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد خلال حديثه أن بلاده لا تتوانى عن ترسيخ قيم التعددية والتسامح الديني، وقال في تصريحات لافتة: “عندما أُحرقت 65 كنيسة في فترة مضطربة، قامت الدولة بإعادة بنائها، ونحن نبني دور عبادة للمسلمين والمسيحيين على حد سواء. ولو كان هناك يهود في مصر، سأبني لهم معابد”.

مواقف اليونان الداعمة لمصر على الصعيدين السياسي والدبلوماسي

وتابع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن : “نحن لا نقبل المساس بدير سانت كاترين أو أي رمز ديني، لأن ذلك يتعارض مع عقيدتنا الراسخة”.

من جانبه، أشاد ميتسوتاكيس بمستوى التعاون الوثيق بين البلدين، وأكد أن مذكرة التفاهم الموقعة حديثًا ستعزز الشراكة في مجالات متعددة، مشيرًا إلى أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين تمثل نموذجًا يحتذى به في ترسيخ قواعد القانون الدولي. 

كما عبّر عن امتنانه للرئيس السيسي لما وصفه بالاهتمام الكبير بالمواقع الدينية والتاريخية، خصوصًا دير القديسة كاترين.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الحوار والتنسيق مع اليونان يصبّ في صالح استقرار منطقة شرق المتوسط، لافتًا إلى أن مصر واليونان تتعاونان في ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث تستضيف مصر ما يزيد عن 9 ملايين شخص ممن أجبرتهم الظروف على مغادرة بلدانهم. 

وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي ان : “لم تكن مصر يومًا معبرًا للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، ولن نسمح بأن يتعرض أحد للخطر في عرض البحر، فهذا أمر غير إنساني”.

الرئيس السيسي التقى أيضًا بالرئيس اليوناني كونستانتينوس تاسولاس، في إطار جلسات ثنائية تناولت أبرز المستجدات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأوضاع في قطاع غزة، حيث شدد على أهمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، ورفض مصر القاطع لسياسات التهجير القسري.

ووفقًا للمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، تضمنت الزيارة أيضًا ترؤس الرئيس السيسي الجانب المصري في أول اجتماع لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين، بالتعاون مع رئيس الوزراء اليوناني. 

وقد شهد اللقاء توقيع عدد من مذكرات التفاهم والإعلان المشترك بشأن الشراكة الاستراتيجية، ما يفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، تعتمد على المصالح المشتركة والرؤية المتوازنة لمواجهة التحديات.

بهذا، تبرهن الزيارة على أن مصر تسعى، بدبلوماسية فاعلة وشراكات حقيقية، إلى بناء جسور الثقة مع جيرانها الإقليميين، في إطار رؤية استراتيجية تؤمن بالسلام، وتحترم التعدد، وتؤسس لعلاقات متينة في عالم مضطرب.