بعد انخفاض الدولار.. الولايات المتحدة في مواجهة تحديات اقتصادية والتوترات التجارية تحتل الصدارة

بعد انخفاض الدولار.. الولايات المتحدة في مواجهة تحديات اقتصادية والتوترات التجارية تحتل الصدارة

تواصل  الولايات المتحدة  والصين تبادل الضغوطات الاقتصادية في إطار الحرب التجارية المستمرة بينهما، حيث دخلت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيز التنفيذ، مما أحدث موجات من التذبذب في الأسواق العالمية. 

في الوقت نفسه، أشار الرئيس ترامب إلى أن هذه التحديات ستؤدي في النهاية إلى تعزيز القوة الاقتصادية للولايات المتحدة، مشددًا على أن “كل شيء سيعمل بشكل جيد” وأن بلاده ستصبح “أكبر وأفضل من أي وقت مضى”. 

وعلى الرغم من هذه التصريحات التفاؤلية، فإن الأسواق المالية شهدت تقلبات حادة، مع انخفاض في قيمة الدولار الأمريكي وتأثيرات سلبية على الشركات الأمريكية.

تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق المالية 

وفقًا لتقارير سي إن إن، فقد وصل الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في ستة أشهر بعد تنفيذ الرسوم الجمركية التي أعلن عنها ترامب ضد الصين. 

هذا التراجع يعكس القلق السائد في الأسواق العالمية حيال التصعيد التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم. 

كما شهد مؤشر داو جونز تذبذبًا كبيرًا عند بداية تداولات بورصة وول ستريت، في حين سجلت سندات الخزانة الأمريكية تراجعًا حادًا، وهو ما يعكس المخاوف المتزايدة من تداعيات هذه السياسات على الاقتصاد الأمريكي.

مؤشر مخاطر ديون الشركات الأمريكية

وفي خطوة تشير إلى تصاعد القلق الاقتصادي، أظهرت بيانات فايننشال تايمز أن مؤشر مخاطر ديون الشركات الأمريكية قد قفز إلى أعلى مستوى له خلال عامين، ليصل إلى 86 نقطة أساس بعد إعلان ترامب عن فرض الرسوم الجمركية. 

وقد ارتفع هذا المؤشر من 60 إلى 86 نقطة أساس في الثاني من أبريل، وهو اليوم نفسه الذي تم فيه الإعلان عن الرسوم الجمركية. 

وتدل هذه الزيادة على تزايد المخاوف من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى ركود اقتصادي، مما يعقد الأمور بالنسبة للشركات التي تعتمد على الاستيراد من الصين.

التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين 

من جانبها، فرضت الصين رسومًا جمركية إضافية بنسبة 84% على السلع الأمريكية، مما يزيد من تعقيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين. 

في هذا السياق، أصدرت وزارة المالية الصينية بيانًا أكدت فيه أن هذه الرسوم تأتي ردًا على سياسة ترامب، وهي خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الخلافات التجارية مع الولايات المتحدة. 

كما ذكرت فايننشال تايمز أن بعض الشركات الأمريكية الكبرى، مثل “دلتا إير لاينز”، بدأت تشعر بآثار الرسوم الجمركية، حيث أكدت أن هذه الإجراءات قد تهدد توقعاتها بتحقيق أرباح قياسية هذا العام.

التواصل بين الزعماء

فيما يتعلق بالردود الدبلوماسية، أشار الرئيس السويسري إلى أنه تحدث مع ترامب وأكدوا على أهمية مواصلة المحادثات بين الولايات المتحدة وسويسرا بما يخدم مصالح البلدين. 

يأتي هذا في وقت حساس، حيث تزداد الضغوط على الولايات المتحدة لتجد حلولًا وسطية مع حلفائها ودول أخرى متضررة من الحرب التجارية، مثل الصين.

بينما يتطلع ترامب إلى تعزيز الاقتصاد الأمريكي من خلال هذه السياسات الحمائية، تواصل الأسواق العالمية استيعاب تداعيات الحرب التجارية. 

ومع تصاعد التوترات الاقتصادية، يظل السؤال: هل ستكون هذه السياسات هي الطريق إلى “النجاح الكبير” الذي يتحدث عنه ترامب، أم أنها ستؤدي إلى ركود اقتصادي يهدد استقرار الأسواق العالمية