ألمانيا تشن حملة على التمرد الداخلي: إحباط أخطر قيادات اليمين المتطرف

ألمانيا تشن حملة على التمرد الداخلي: إحباط أخطر قيادات اليمين المتطرف

في تصعيد غير مسبوق ضد الجماعات اليمينية المتطرفة، شنت السلطات في  ألمانيا  فجر الثلاثاء حملة مداهمات واسعة النطاق استهدفت ما وصفته وزارة الداخلية بـ”أكبر ذراع لحركة مواطني الرايخ”، وهي جماعة متطرفة تؤمن بنظريات المؤامرة وترفض الاعتراف بشرعية الدولة الألمانية الحديثة.

مداهمات في سبع ولايات في ألمانيا واعتقالات لأبرز القادة

قامت الشرطة الألمانية، بمشاركة مئات من عناصرها، بمداهمة منازل ومقار تابعة لجماعة “مملكة ألمانيا” في سبع ولايات اتحادية، من بينها بافاريا وبراندنبورج. 

وأسفرت الحملة عن اعتقال أربعة من قادة الجماعة، من بينهم بيتر إف، الذي أعلن نفسه الحاكم الأعلى للجماعة، وكان يتخذ قرارات استراتيجية في كافة مفاصل الدولة المزعومة.

وبحسب الادعاء الألماني، فإن المعتقلين لعبوا أدواراً محورية في تأسيس مؤسسات ظل تحاكي الدولة، مثل بنك خاص، وشركات تأمين، وهيئة لإصدار وثائق مزيفة، وحتى عملة خاصة بالجماعة.

دولة مضادة تحت ستار اليمين المتطرف

وزير الداخلية في ألمانيا ألكسندر دوبريندت وصف المجموعة بأنها دولة مضادة تتحدى سيادة القانون، مشيراً إلى أن أعضاءها وعددهم يقدر بـ6000 شخص، يتبنون سرديات معادية للسامية ويعملون على تقويض احتكار الدولة لاستخدام القوة.

وقال دوبريندت: “إنهم يهددون أسس دولتنا الديمقراطية، ويزرعون الانقسام عبر نظريات مؤامرة خطيرة تتحدى النظام العام، مؤكداً أن الحظر الرسمي ضد الجماعة جاء بعد أشهر من التحقيقات والمراقبة من قبل الاستخبارات الداخلية.

مواطني الرايخ: حركة تتكاثر في الظل

تشير تقديرات المكتب الاتحادي لحماية الدستور إلى وجود نحو 21 ألف عضو في حركة مواطني الرايخ، 5% منهم مصنفون كيمينيين متطرفين. 

وتنتشر هذه الحركة في ولايات شرق وجنوب ألمانيا، حيث أعلنت بعض المجموعات فيها قيام كيانات بديلة تحمل أسماء غريبة مثل الإمبراطورية الألمانية الثانية وإمارة جرمانيا.

تأسست الحركة عام 1949، وتضم خليطاً من المجموعات الصغيرة والأفراد الذين يرفضون القوانين الفيدرالية ويعتبرون أن الرايخ الألماني لم يسقط بعد.

تحذيرات من تنامي التطرف المسلح

خطر هذه الجماعات لا يقتصر على الشعارات أو الفكر فقط، ففي عام 2016، أطلق أحد أعضائها النار على شرطي أثناء مداهمة، مما أدى إلى وضعها تحت رقابة استخباراتية مكثفة.

ويحذر خبراء الأمن من أن هذه المجموعات لا تزال قادرة على تجنيد الأفراد، خاصة عبر الإنترنت، مستغلة مشاعر الاستياء من الحكومة ورفض سياسات الهجرة.

هل تنجح ألمانيا في القضاء على الدول الخفية؟

في ظل تصاعد التهديدات من قبل جماعات اليمين المتطرف، يبقى السؤال: هل تنجح الدولة الألمانية في اقتلاع جذور الدول الموازية التي تنمو في الخفاء، أم أن هذه الظاهرة ستجد طرقاً جديدة للتمدد والتخفي؟