نهاية حقبة الأسلحة: حزب العمال الكردستاني يعلن تفكيك نفسه وإيران تعبر عن ترحيبها بهذا القرار

في تحول دراماتيكي قد يُغيّر معالم المشهد الأمني والسياسي في المنطقة، أعلن حزب العمال الكردستاني (PKK) – المصنف إرهابياً من قبل أنقرة والغرب حل نفسه رسمياً، منهياً بذلك نحو أربعين عاماً من النزاع الدموي مع تركيا.
وقد لقي هذا الإعلان ترحيباً واسعاً من دول المنطقة، لا سيما إيران، التي وصفته بـ”الخطوة المهمة نحو نبذ العنف وتعزيز الأمن والاستقرار”.
طهران: دعم للاستقرار في تركيا والمنطقة
رحبت وزارة الخارجية الإيرانية بقرار حزب العمال الكردستاني، مؤكدة أن هذه الخطوة تفتح باباً جديداً نحو استقرار طويل الأمد.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في بيان رسمي: “نأمل بأن يؤدي استكمال هذه العملية إلى دعم الاستقرار والسلام في تركيا والمنطقة بأسرها”.
قرار تاريخي.. وتلبية لدعوة أوجلان
جاء إعلان حزب العمال الكردستاني عن حله عقب دعوة أطلقها مؤسسه عبد الله أوجلان، المسجون منذ عام 1999 في جزيرة إيمرالي التركية.
وفي بيان صدر في 27 فبراير الماضي، دعا أوجلان قيادات حزب العمال الكردستاني إلى التخلي عن السلاح وحل التنظيم.
واستجابة لهذه الدعوة، أعلن حزب العمال الكردستاني في الأول من مارس وقفاً فورياً لإطلاق النار، تبعه يوم الإثنين بيان رسمي أعلن فيه “إنهاء الهيكل التنظيمي ووقف كافة الأنشطة المسلحة باسم الحزب”.
نهاية صراع دامٍ في شمال العراق وتركيا
لطالما كان لحزب العمال الكردستاني حضور عسكري في شمال العراق، حيث أنشأ قواعد ومراكز تدريب، وشنت تركيا عشرات العمليات العسكرية ضد معاقله هناك. ومع هذا الإعلان، يأمل مراقبون أن يتم إنهاء بؤرة التوتر هذه في إقليم كردستان العراق الغني بالنفط.
ارتياح إقليمي ومراقبة حذرة
الخطوة لقيت ارتياحاً لدى العديد من الأطراف الإقليمية والدولية، لكنها لا تزال تحت المتابعة الدقيقة. فأنقرة لم تُصدر موقفاً رسمياً شاملاً حتى الآن، بينما يرى مراقبون أن تركيا ستنتظر رؤية خطوات ملموسة على الأرض تؤكد جدية الحزب في إنهاء تمرده المسلح.
تداعيات على الشمال السوري
وفي الشأن السوري، من المتوقع أن يسهل هذا التطور جهود الحكومة في دمشق لفرض سيطرتها على مناطق الشمال السوري التي تهيمن عليها قوات كردية مرتبطة بالحزب. وقد يكون لذلك تداعيات على طبيعة النفوذ الأمريكي والتركي في تلك المناطق.
ختام: بداية لمرحلة جديدة؟
بإعلان حل حزب العمال الكردستاني، تُطوى صفحة دامية من الصراع المسلح في المنطقة، وتُفتح أمام تركيا وجيرانها فرصة نادرة للسلام والتنمية. لكن ما إذا كانت هذه الخطوة ستُترجم إلى واقع سياسي وأمني مستقر، فذلك رهن بالتحركات المقبلة من جميع الأطراف المعنية.