«تحالفات استراتيجية وعقود تجارية كبيرة».. كيف غطت الصحف الأمريكية زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط؟

«تحالفات استراتيجية وعقود تجارية كبيرة».. كيف غطت الصحف الأمريكية زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط؟

تحظى زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمنطقة الشرق الأوسط، باهتمام عالمي واسع لاسيما داخل الولايات المتحدة، حيث تربعت زيارته التاريخية إلى المملكة العربية السعودية في صدارة الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية، التى بدأت تدرس تفاصيل هذه الزيارة من مختلف الزوايا وما قد ينتج من هذه التحركات التى يقودها زعيم المكتب البيضاوي في المنطقة من نتائج وتعاون في مختلف المجالات.

صفقات تجارية وشراكات استراتيجية

ففي تقرير نشرته قناة FOX NEWS الأمريكية وأطلعنه عليه، وصفت زيارة ترامب بأنها جولة عالية المخاطر في منطقة الخليج العربي، تستهدف إبرام صفقات تجارية وشراكات استراتيجية مع ثلاث دول غنية بالنفط: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.

وتأتي زيارة ترامب في ظلّ تعثر المفاوضات النووية مع إيران، حيث قام وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بزيارات غير معلنة إلى كل من المملكة العربية السعودية وقطر قبل وصول ترامب، مشيرة إلى أن الهدف من ذلك هو نقل رسائل من جانب الرياض والدوحة إلى واشنطن.

استثمارات تصل إلى تريليون دولار ومناقشة برنامج السعودي النووي

تعهدت المملكة العربية السعودية بالفعل باستثمارات أمريكية بقيمة 600 مليار دولار، تشمل شراء الأسلحة، ونقل التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، وسوق الأسهم. وأعرب ترامب أن الاستثمارات تصل إلى تريليون دولار.

وفي حين يهدف القادة السعوديون إلى تنويع اقتصادهم بعيداً عن النفط، فإن هذه الاستثمارات الضخمة لا تزال تعتمد على عائدات النفط، التي قد تتعرض للتهديد بسبب مساعي ترامب لخفض أسعار الطاقة العالمية.

بالإضافة إلى الصفقات الاقتصادية، من المتوقع أن يناقش ترامب وبن سلمان برنامجًا نوويًا مدنيًا محتملًا وتوسيع التعاون الدفاعي. وكانت هذه الاتفاقيات مرتبطة سابقًا بتطبيع محتمل على غرار اتفاقيات إبراهيم بين السعودية وإسرائيل، لكن الرياض أوضحت أنها لن تعترف بإسرائيل ما لم تُطرح مسألة إقامة دولة فلسطينية، وهو أمرٌ عارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة. ولم يُحدد موعدٌ لزيارة ترامب إلى إسرائيل خلال جولته.

وفي بادرة حسن نية محتملة قبل الرحلة، أطلقت حماس سراح الرهينة الإسرائيلي الأميركي إيدان ألكسندر، وهي الخطوة التي وصفها ترامب بأنها “ضخمة” في الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع في غزة.

الإمارات وحلم الريادة العالمية في الذكاء الاصطناعي

وأشار التقرير الأمريكي، أن الإمارات وعدت باستثمارات أمريكية بقيمة 1.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل، تركز على الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والتصنيع والطاقة. 

ومن المقرر أن يتوجه إلى قطر لإجراء محادثات مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني وزيارة قاعدة العديد الجوية العسكرية الأميركية.

وستكون المحطة الأخيرة الخميس في جولة ترامب هي أبو ظبي، حيث سيلتقي الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

فيما ذكرت صحيفة POLITICO الأمريكية، في تقرير لها أنه بالنسبة لترامب، المال أهم من أي شيء آخر، وسيبحث قادة الخليج عن مكافآت. وسيكون إنهاء الحرب في غزة على رأس أولوياتهم – وهي حربٌ يُصرّ بيبي (نتنياهو) على مواصلتها، إن لم يكن توسيعها، وذلك للحفاظ على ائتلافه المضطرب وتجنب الانتخابات.

وعلى عكس عام 2017 بحسب الصحيفة الأمريكية، فيرغب قادة الخليج في إبرام اتفاق نووي مع إيران، ساعيين إلى استقرار المنطقة. ويرون فرصة سانحة لإرساء بعض الهدوء بعد أن لحقت أضرار بالغة بوكيلي إيران، حماس وحزب الله، وسقوط حليف طهران السوري بشار الأسد. 

وأشارت إلى أن السعودية تريد إنهاء الحرب في اليمن، ومن هنا جاء دعمهم لاتفاق ترامب لوقف قصف الحوثيين مقابل وعدهم بوقف استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر.

 

هذه الإعلانات المفاجأة من قبل ترامب، أثارت غضب نتنياهو الذي واجه مؤخرًا صعوباتٍ كبيرة خلال زيارته إلى واشنطن ، إذ غادرها خالي الوفاض، دون أي تأييد لضربة إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية أو لاتفاقية تعريفات جمركية.

يدرك نتنياهو ومستشاروه جيدًا أن بعضًا من معسكر “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا”، بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، يُشككون في أي مغامرة مفتوحة في المنطقة قد تُعرّض واشنطن للتورط. قال فانس في مقابلة قبل أدائه اليمين الدستورية: “مصلحتنا الأساسية هي عدم الدخول في حرب مع إيران. سيُشكّل ذلك استنزافًا هائلًا للموارد، وسيكون مكلفًا للغاية على بلدنا”.

وفي صحيفة Forbes، ذكرت أن أهداف الزيارة غير واضحة إلى حد ما، على الرغم من أنه من المتوقع أن تركز حول الاستثمارات الاقتصادية الجديدة، وليس على استراتيجية جيوسياسية أوسع، مشيرة إلى أن قرار ولي العهد السعودي باستقبال ترامب شخصيًا على مدرج مطار الرياض يتناقض تمامًا مع الاستقبال البارد الذي تلقاه الرئيس السابق جو بايدن في عام 2022.

فالعلاقات كانت متوترة بين واشنطن والرياض في عهد بايدن، إذ أوقفت إدارة بايدن أيضًا تسليم الأسلحة الهجومية للحكومة السعودية، مشيرة إلى مخاوف بشأن تعاملها مع الصراع في اليمن. ولكن عندما واجه ارتفاع أسعار النفط في عام 2022، بعد غزو روسيا لأوكرانيا، سافر بايدن إلى السعودية لإقناعها بزيادة إنتاج النفط.

أجندة ترامب في الشرق الأوسط

في وقت لاحق من يوم الأربعاء، سيسافر ترامب إلى قطر، حيث سيلتقي بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وسيختتم رحلته يوم الخميس في الإمارات العربية المتحدة، حيث سيلتقي بالرئيس محمد بن زايد آل نهيان قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة.

يسعى ترامب إلى استثمار بقيمة تريليون دولار في الولايات المتحدة من المملكة العربية السعودية. وقال للصحفيين في مارس إنه وافق على الرحلة لأن المملكة العربية السعودية وافقت على الاستثمار، على الرغم من أن الرياض لم تؤكد الرقم بعد.

فيما أعلنت الإمارات العربية المتحدة في مارس الماضي، عن استثمار جديد بقيمة 1.4 تريليون دولار على مدى العقد المقبل في مجالات الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والتصنيع، والطاقة.