وزيرا خارجية السعودية وأميركا يبحثان جهود التهدئة في غزة والتنسيق لحل أزمات المنطقة

عقد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، لقاءً مهمًا مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، وذلك في مقر وزارة الخارجية الأميركية بالعاصمة واشنطن، يوم الثلاثاء، لمناقشة الملفات الساخنة على الساحة الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في غزة.
اللقاء الذي وصفته مصادر دبلوماسية بأنه “فرصة لإعادة تأكيد الالتزام بالشراكة الاستراتيجية” بين الرياض وواشنطن، شهد مباحثات معمقة حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات، السياسية، والأمنية، والاقتصادية.
غزة في قلب المحادثات
تطورات الوضع في قطاع غزة تصدرت أجندة اللقاء، وسط جهود دولية مكثفة للدفع نحو وقف إطلاق نار شامل، ومعالجة الوضع الإنساني المتدهور في القطاع.
وأكد الطرفان، بحسب البيان الرسمي، على أهمية تكثيف التنسيق المشترك لدعم جهود التهدئة، والضغط لفتح الممرات الإنسانية، ودعم مبادرات الاستقرار المستدام، في ظل ما يشهده القطاع من كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد آخر.
قضايا إقليمية ساخنة: اليمن والسودان ضمن الأولويات
كما ناقش الوزيران الوضع في اليمن، في ظل استمرار الهدنة الهشة، وضرورة دعم الجهود الأممية لتثبيتها بشكل دائم، إلى جانب الملف السوداني الذي يشهد انفجارًا ميدانيًا متواصلًا يهدد أمن المنطقة والقرن الإفريقي بأكمله.
واتفق الطرفان على أهمية دعم المسار السياسي في كلا الملفين، ورفض الحلول العسكرية، مع التأكيد على أن الاستقرار الإقليمي يبدأ من معالجة الجذور السياسية للنزاعات.
الأزمة الروسية – الأوكرانية: وجهات نظر متقاربة
كما بحث اللقاء آخر تطورات الحرب الروسية – الأوكرانية، حيث عبّر الجانبان عن قلقهما المشترك من تداعيات الحرب على الأمن الغذائي والطاقة العالميين، وضرورة دفع جهود الوساطة والحوار.
حضور سعودي رفيع يؤكد أهمية الشراكة
شهد اللقاء حضور شخصيات دبلوماسية بارزة، في مقدمتها الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة، إلى جانب الأمير مصعب بن محمد الفرحان، مستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية، ومحمد اليحيى مستشار الوزير.
هذا الحضور الرفيع يؤكد على أهمية اللقاء في سياق تعزيز العلاقات السعودية – الأميركية، واستمرارية الحوار الاستراتيجي بين الجانبين في ظل تحديات دولية وإقليمية متسارعة.