وفاة طفل تُرك في سيارة مدرسية تُشعل الصدمة والغضب في المغرب

وفاة طفل تُرك في سيارة مدرسية تُشعل الصدمة والغضب في المغرب

شهدت منطقة ساحل بوطاهر بإقليم تاونات شمال المغرب حادثًا مروعًا أودى بحياة طفل يبلغ من العمر ست سنوات، بعد أن نسي داخل سيارة نقل مدرسي مغلقة الأبواب لساعات طويلة الجمعة الماضية.

 وأظهرت التحقيقات الأولية أن السائق، الذي اعتاد نقل الطفل إلى المدرسة، تركه دون قصد داخل السيارة بعد انتهاء الدوام المدرسي، متجهًا إلى عمله داخل المؤسسة التعليمية ذاتها.

وبحسب بلاغ النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بفاس، فإن المعاينات الميدانية التي أجرتها الشرطة القضائية أشارت إلى أن سبب الوفاة المرجح هو الاختناق نتيجة انعدام التهوية داخل السيارة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في ذلك اليوم. 

وقد أمرت النيابة بإجراء تشريح طبي لتحديد السبب الدقيق للوفاة، إلى جانب متابعة التحقيقات لاستكمال الملابسات القانونية، حسب وسائل إعلام مغربية.

ردود الفعل الرسمية والشعبية

أثار الحادث موجةً عارمة من الحزن والغضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المغاربة عن صدمتهم من تكرار مثل هذه الحوادث، وطالبوا بتحقيق عادل وفرض عقوبات صارمة على المقصرين. وتصدر وسم #طفل_تاونات قائمة الترندات في المغرب، مع مشاركة آلاف التعليقات التي تدعو إلى تحسين إجراءات السلامة في وسائل النقل المدرسي.

من جانبها، تحركت السلطات القضائية بسرعة، حيث فتحت النيابة العامة تحقيقًا معمقًا تحت إشراف الوكيل العام للملك بفاس.

 وأكد البلاغ الرسمي أن التحقيق سيركز على تحديد المسؤوليات القانونية للسائق والمؤسسة التعليمية، خاصةً في ظل تكهنات بأن السيارة قد لا تكون مرخصة رسميًا كنقل مدرسي، بل تابعة لأحد العاملين بالمدرسة.

قصور النقل المدرسي في المناطق النائية 

تكشف هذه الواقعة عن ثغرات في نظام النقل المدرسي بالمغرب، لا سيما في المناطق النائية،  وحسب مصادر محلية، يعتمد بعض الأهالي على سيارات خاصة أو سائقين غير معتمدين لنقل أطفالهم، بسبب غياب البدائل المنظمة. 

وقد أشارت تعليقات على منصات التواصل إلى أن الحادث “ليس الأول من نوعه”، مستذكرين حوادث مشابهة وقعت في السنوات الماضية بسبب الإهمال.

وفي هذا الصدد، طالب نشطاء بفرض تشريعات صارمة تلزم المدارس بمراقبة عمليات النقل وتدريب السائقين على إجراءات السلامة، مثل التأكد من خلو المركبات من الأطفال قبل مغادرتها، كما دعوا إلى استخدام تقنيات بسيطة مثل أنظمة العدّ الإلكتروني أو الكاميرات الداخلية.

حادثة الطفل المنسي داخل السيارة أعادة إلى الأذهان وفاة الطفل ريان (5 سنوات) بعد سقوطه في بئر عميقة بشفشاون، في فبراير 2023،  وهي الحادثة التي  تابعها العالم بأكمله عبر وسائل الإعلام.

 وعلى الرغم من الاختلاف في الظروف، إلا أن الحادثين يشاركان في تسليط الضوء على إشكالية غياب الثقافة الوقائية في التعامل مع الأطفال، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية.

التحقيقات الجارية والإجراءات المتوقعة

حتى الآن، لا تزال التحقيقات جارية تحت إشراف النيابة العامة، والتي أكدت أن نتائج التشريح الطبي ستُعلن فور اكتمالها. ومن المتوقع أن تشمل الإجراءات القانونية المحتملة: ملاحقة السائق بتهمة الإهمال المتسبب في الوفاة غير العمدية، ومراجعة تراخيص النقل المدرسي بالمؤسسة التعليمية المعنية، وفرض غرامات مالية أو إغلاق المؤسسة في حال ثبوت تقصيرها.