ذكرى ميلاده.. نهال كمال تكشف أسرار عبد الرحمن الأبنودي وسبب الخلاف بينهما

ذكرى ميلاده.. نهال كمال تكشف أسرار عبد الرحمن الأبنودي وسبب الخلاف بينهما

من يعرف عبد الرحمن الأبنودي جيدا يدرك تماما أنه لا يمتلك أسرار، الأبنودي كتاب مفتوح، مصر كلها أهله، من يراهم يألفهم ويألفوه، ليس له وجهين تكمن عظمته في صدقه اللامتناهي.

 قال في قصيدة “يامنة” : (كنت براوي بس ماكنتش كداب)، مخلص ومعطاء،  لأقصى درجه، يستطيع فهم هذا الشعب ومؤمن بقوته وموهبته يقول: إننا 90 مليون موهوب (عدد سكان مصر وقتها)  لهذا لا يؤمن الشعب بالعمل الجماعي، كل شخص يفضل أن يكون بمفرده، وهذا سبب تفوقنا في الألعاب الفردية.

بهذه الكلمات تصف الإعلامية نهال كمال زوجه الراحل عبد الرحمن الأبنودي، أسألها متى ينفعل الأبنودي؟ فتجيب بسرعة: عندما يشعر بإهدار حق الفقراء، وبدلا من أن نواسيهم ونصبرهم على حياتهم نصعبها عليهم أكثر.

وأسألها من جديد ومتى كان يضحك عبد الرحمن الأبنودي؟، فتبتسم وتقول: لم يكن يكف عن الضحك، مثل عم إبراهيم أبو العيون في “وجوه على الشط” لو لم يضحك يوما يموت، وعلى الرغم من شهرة الصعايدة بالتكشيرة، وأن والده لم يكن يبتسم إلا أنه كان مثل والدته؛ الضحكة لا تفارق وجهه، ولا يطيق الحزن ولا يقبل الوجوه المتجهمة.

تصمت نهال كمال وتقول: كان عبد الرحمن الأبنودي كل شيء  في حياتي الأب والزوج والاخ والصديق والعاشق، وعندما أتأمل الوضع الآن أقول لنفسي كيف كنت أعيش مع هذا الشخص العظيم؟، ولكنه سر عبقريته في بساطته وتواضعه، وإحساسه بالناس، كل ما كان يشغله الوصول للشخص الأقل ثقافه، يصل لأبسط البسطاء ولا يكترث لمن يقولو أنه شاعر مباشر، ويرد قائلا أن هذا لا يهمه وأن له دور يجب أن يؤديه.

أعداء الأبنودي 

كان عبد الرحمن الأبنودي يقول: أي شاعر محبط من الممكن أن يكون عدوا لي، فهو الوحيد الذي سيقول “اشمعنا الأبنودي”، لكن الأبنودي شاعر عصامي بنى نفسه بنفسه، وشق طريقه بنفسه لم يساعده أحد، صلاح جاهين قدمه في البداية نشر له قصيدة، ولكن الاستمرار  لمدة 50 عاما يعنى أن هناك رؤية متكاملة وموهبة حقيقية.

لمن كان يقرأ الأبنودي؟

تقول نهال كان الأبنودي يقرأ للجميع، وخاصة الشعراء الشباب، وقدم الكثير منهم في معرض الكتاب مثل: عبد الناصر علام ومصباح المهدي وغيرهم، وكان يفرح باكتشاف شاعر جديد قائلا: وجوده يقوينا كشعراء، ما يعطي دفعة للشعر عندما يكون هناك الكثير من الشعراء الجيدين على الساحة.

خلافات عبد الرحمن الابنودي مع نهال كمال 

تقول نهال كمال: كاي زوجين كان بيننا تلك الخلافات العادية، اختلاف في الآراء ووجهات النظر، اختلفنا بشده عندما قرر الانتقال للعيش في الإسماعيلية، فعندما رأيت المكان للمرة الأولى لم أستوعب كيف سنعيش فيه، ولكنه بدله وملأه بالخضرة والزرع صنع منه مكان أخر فقد كانت لديه رؤية مستقبليه لا أمتلكها، كنت أراه قفر ولكن بعد ذلك أحببت المكان من خلاله فقد كان يحول التراب لذهب.

أسأل الإعلامية نهال كمال ومتى كان يظهر الأبنودي الصعيدي؟

وتقول: في قلقه وخوفه على بناته، ورغبته في الاطمئنان عليهم طوال الوقت، فهو من يتابع أكثر ويقلق أكثر، ولكنه ليس الصعيدي بالمعنى المنغلق فقد أخذ منهم شهامتهم وقيمهم النبيلة، ورفض الأفكار التي تقيد حرية المرأة وتقف ضدها، لأنه مؤمن جدا بالمرأة  وعملها ودورها في المجتمع وقدراتها غير العادية وكان يقول، أنها حارسة الحضارة من وجهة نظره، وكان  يقول دائما أنه لولا أمي لما كنت الأبنودي فهي التي علمتني كل شيء، وكانت أكثر الأشخاص التي يتحدث عنهم،  فهي حياته وعشقه ومن صنعته، وهي مدرسة متكاملة للأغاني الشعبية والأساطير التي كانت تحكيها له وهي من صنعت خياله.