زيادة أسعار النفط إلى 65.04 دولار للبرميل إثر تمديد مفاوضات التجارة وتعليق 8 منصات حفر في الولايات المتحدة.

في لعبة الشد والجذب بين القوى الاقتصادية الكبرى، يواصل النفط تأرجحه على أنغام السياسة الدولية، ومع تمديد مهلة المفاوضات التجارية بين واشنطن وبروكسل، عاد الأمل إلى الأسواق وارتفعت الأسعار، كأنها تلتقط أنفاسها مجددًا بعد فترة من الترقب والتقلب.
تمديد مهلة المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي
سجّلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات الاثنين، متأثرة بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمديد مهلة المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي حتى التاسع من يوليو، ما خفف من التوترات بشأن فرض رسوم جمركية أمريكية محتملة كانت تهدد بتقويض النمو العالمي وتراجع الطلب على الطاقة.
ارتفاع أسعار النفط اليوم الاثنين
وارتفع سعر خام برنت بمقدار 26 سنتًا، أي بنسبة 0.4%، ليصل إلى 65.04 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 25 سنتًا بنسبة 0.41% ليسجل 61.78 دولارًا للبرميل.
وتواصلت المكاسب بعد إغلاق يوم الجمعة الماضي على ارتفاع بنحو 0.5%، مدفوعة بتراجع القلق حيال عودة صادرات النفط الإيرانية إلى الأسواق، في ظل بطء التقدم في المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، كما لعب اقتراب عطلة “يوم الذكرى” في الولايات المتحدة دورًا في زيادة وتيرة تغطية المراكز الشرائية من قِبل المستثمرين.
من ناحية أخرى، دعمت بيانات صادرة عن شركة “بيكر هيوز” الاتجاه الصعودي، حيث أظهرت أن عدد منصات الحفر النفطية في الولايات المتحدة انخفض بمقدار 8 منصات خلال الأسبوع الماضي ليصل إلى 465 منصة، وهو أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2021، مما يعكس تأثر الشركات بانخفاض الأسعار.
وفي سياق متصل، يستعد تحالف “أوبك+” لعقد اجتماع مرتقب الأسبوع المقبل، وسط توقعات برفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا لشهر يوليو.
وتشير التوقعات كذلك إلى احتمال إنهاء التخفيضات الطوعية المتبقية والبالغة 2.2 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية أكتوبر، بعد أن سبق رفع أهداف الإنتاج لأشهر أبريل ومايو ويونيو بمقدار مليون برميل يوميًا.
نظرة مستقبلية.. تقلبات مرشحة للاستمرار
في ظل تداخل العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، تظل أسواق النفط عرضة لتغيرات سريعة ومفاجئة، وبينما تقدم مؤشرات الإنتاج وحركة المنصات إشارات متباينة، تبقى أنظار المستثمرين شاخصة نحو نتائج اجتماع “أوبك+” المقبل، الذي قد يرسم ملامح جديدة لخريطة الإمدادات العالمية.
وفي غياب تسوية واضحة للملفات الدولية الشائكة، فإن رحلة أسعار النفط مرشحة لمزيد من الصعود والهبوط على وقع الأحداث.