حوار | «أوروبا تعيد توجيه قيمها الإنسانية».. مسؤول في جهاز الخدمة السرية الأمريكي يوضح أسباب تصاعد الموقف الأوروبي تجاه إسرائيل

حوار | «أوروبا تعيد توجيه قيمها الإنسانية».. مسؤول في جهاز الخدمة السرية الأمريكي يوضح أسباب تصاعد الموقف الأوروبي تجاه إسرائيل

تحولات مفاجأة في الموقف الأوروبي تجاه إسرائيل، وتغيير في البوصلة الدبلوماسية و(الإنسانية والأخلاقية) إن جاز التعبير ضد الدولة العبرية بشأن حرب غزة، فمن الانتقاد المغلف بطابع دبلوماسي والتخوف من غضب تل أبيب إلى تسونامي من الغضب الصادم في الحقيقي للمجتمع العربي أكثر من إسرائيل نفسها. 

طفح الكيل الأوروبي من إسرائيل أم ضغوط أميركية

اعتدنا أن نرى الهمس والانتقاد الخافت في الأروقة الأوروبى ضد إسرائيل، ولو تحولت إلى صوت مسموع (لقدر الله) فهو تسريب غير مقصود، وسرعان ما يواجه طوفان غضب من جانب الدولة العبرية التي تحذر وتهدد باتخاذ مواقف في حال حدسها صدق بأن هناك دولة أوروبية قررت التغريد خارج السرب وأن تنتفض ضد العربدة و(الإرهاب) الإسرائيلي الذي تسوق له تل أبيب أن هذا العنف رداً على هجوم السابع من أكتوبر، وأن هذه البشاعة وسفك الدماء وارتكاب جرائم حرب فقط انتقاماً من حماس! 

علما إسرائيل والاتحاد الأوروبى 

يقظة الضمير الأوروبى حقيقة أم وجه جديد..؟! 

فجأة استيقظ الضمير الأوروبى وقرر أن يرفع (صوت لا) أمام الوحشية الإسرائيلية، فهل هذه اللاءات الأوروبية نابعة من يقظة الضمير الأوروبى أم ضغوط أميركية لإجبار نتنياهو وقف هذه الحرب؟

وفي ظل هذه التغيرات التي تشهدها في الموقف الأوروبي أجرينا حوار جديد مع أحد المسؤولين الأميركيين لنقل لنا صورة وزاوية أخرى للمشهد الأمريكي – الأوروبى تجاه هذه التطورات التى نشهدها في عدد من الملفات الشائكة، وتحدث معنا – باري دوناديو  العضو السابق في جهاز الخدمة السرية الأمريكي السابق البيت الأبيض إدارتا بوش وأوباما حول انتقادات أوروبا ضد إسرائيل، إلى جانب سبب رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل خلال زيارته للشرق الأوسط، وبالطبع تطرقنا إلى أحد أهم الملفات تتسم بالخطورة هو الملف النووي الإيراني. 

لماذا تغير الموقف الأوروبي بشكل مفاجئ ضد إسرائيل؟

يبدو أن أوروبا أصبحت في موقف لا يسمح لها بالدفاع عن تصرفات إسرائيل تجاه الضحايا المدنيين. فرغم دعمها لإسرائيل وتحالفها معها، إلا أنها مُلزمة من قِبَل شعوبها بمحاولة الحد من عدد الضحايا المدنيين في غزة. 

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – باري دوناديو العضو السابق في جهاز الخدمة السرية الأمريكي السابق البيت الأبيض 

هناك استنكارٌ شديدٌ لارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة، ليس فقط من الشرق الأوسط، بل من أوروبا والولايات المتحدة أيضًا. 

ما هي رسائل ترامب من عدم زيارة إسرائيل؟ 

أعتقد أن ترامب لم يرفض زيارة إسرائيل، بل ببساطة لم تكن لديه الحاجة لذلك وقت تواجده في الشرق الأوسط. ولا أعتقد أن عدم توقف ترامب في إسرائيل أضرّ بالعلاقة بين البلدين.

البعض يُفسر أن ترامب رفض زيارة إسرائيل خلال جولته في الشرق الأوسط. لا أعتقد أن هذا صحيح. ببساطة، لم يكن ترامب بحاجة إلى التوقف في إسرائيل. تربط الولايات المتحدة وإسرائيل علاقة قوية ووثيقة. أعتقد أن الحكومتين على تواصل دائم منذ هجمات 7 أكتوبر على إسرائيل. 

هل يمكن لإسرائيل شنّ هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية دون موافقة أمريكية؟

نعم بالتأكيد، لكن من المرجح أن تستفيد إسرائيل من استراتيجية عسكرية منسقة، ليس فقط بمساعدة الولايات المتحدة، بل أيضًا بمساعدة المملكة المتحدة. أتوقع أن تختار إسرائيل دعم حلفائها في حملة عسكرية هجومية ضد إيران، لكنها ستفعل ذلك بمفردها إذا اضطرت لذلك. 

إذا شنّت إسرائيل هجومًا على إيران، فما هي سيناريوهات الرد الأمريكي على هذه الضربة؟ 

لا أرى ردًا أمريكيًا عقابيًا أو سلبيًا على أي هجوم إسرائيلي على إيران. حتى لو لم تُقرّ الولايات المتحدة الهجوم الإسرائيلي ولم تُعطِ الضوء الأخضر له، فإن الولايات المتحدة تُقرّ بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وستشارك الولايات المتحدة في الدفاع العسكري عن إسرائيل إذا استطاعت ذلك أثناء هجوم إسرائيل المفاجئ على إيران.