أردوغان يوجه تهمة المماطلة لـ”قسد” ويطالب بتعجيل الاندماج مع الجيش السوري

في تصريحات جديدة، وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات حادة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، متهماً إياها باستخدام تكتيكات للمماطلة في تنفيذ اتفاق الاندماج مع الجيش السوري، رغم التفاهم المسبق مع دمشق.
أردوغان: قسد تماطل في تنفيذ الاتفاق
أوضح أردوغان خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة العائدة من أذربيجان، أن تركيا تدعم وحدة الأراضي السورية، مشدداً على ضرورة التزام “قسد” بالجدول الزمني المتفق عليه مع الحكومة السورية.
تركيا تدعو لتسريع تنفيذ الاتفاق
أكد الرئيس التركي أن بلاده رحبت سابقاً بالاتفاق بين قسد ودمشق، لكنه أشار إلى أن استمرار المماطلة من قبل قسد يثير القلق ويقوض جهود الاستقرار في المنطقة.
دور تركيا في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا
في سياق آخر، دعا أردوغان روسيا وأوكرانيا إلى عدم إغلاق باب الحوار، معرباً عن أمله في استئناف المحادثات بين موسكو وكييف في إسطنبول في الثاني من يونيو.
تركيا تعرض استضافة المحادثات
أعرب الرئيس التركي عن استعداد بلاده لاستضافة الجولة المقبلة من محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، مؤكداً أن الطريق إلى الحل يمر عبر المزيد من الحوار والدبلوماسية.
في تصريحه الأخير، يجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بين ملفين شديدي الحساسية بالنسبة لتركيا: الشأن السوري، وتحديداً العلاقة المعقدة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والوساطة بين روسيا وأوكرانيا.
ويكشف هذا الجمع عن استراتيجية تركية واضحة تسعى لتعزيز الدور الإقليمي لتركيا كوسيط فاعل وصاحب تأثير مباشر في قضايا الجوار.
أردوغان يُحمّل قسد مسؤولية عرقلة تنفيذ اتفاق الاندماج مع الجيش السوري، وهو ما يعكس موقفاً تركياً ثابتاً في رفض أي كيان كردي مستقل أو شبه مستقل في شمال سوريا، باعتباره تهديداً أمنياً مباشراً.
ويُقرأ ذلك في سياق التنافس الإقليمي على من يملك مفاتيح الحل في سوريا، حيث تسعى أنقرة إلى ترسيخ دورها كلاعب لا غنى عنه في أي تسوية مستقبلية.
في المقابل، يحرص أردوغان على إبقاء أبواب الحوار مفتوحة في الملف الأوكراني، مقدّماً إسطنبول مجدداً كساحة محايدة للمفاوضات.
وهو بذلك يحاول تعزيز صورة تركيا كقوة توازن، قادرة على مخاطبة الغرب والشرق، وتحديداً موسكو وكييف، من موقع الوسيط المقبول لدى الطرفين.
تحمل التصريحات رسائل متعددة:
إلى واشنطن التي تدعم “قسد”، إلى دمشق التي تتقارب جزئياً مع أنقرة، وإلى المجتمع الدولي بأن تركيا لا تزال لاعباً أساسياً في ملفات الحرب والسلام في المنطقة.