الأسواق المالية في السعودية تشهد استقرارًا: علامات إيجابية على الرغم من الضغوطات

شهدت سوق الأسهم السعودية تحسناً ملحوظاً خلال جلسات الأسبوع الأخير من مايو 2025، حيث تمكن مؤشر السوق الرئيسية تاسي من تقليص خسائره التي تكبدها منذ بداية الشهر.
افتتح المؤشر تداولات اليوم مرتفعاً بنسبة 0.3% عند 11,085 نقطة، مدعوماً بصعود أسهم قيادية مثل أرامكو، البنك الأهلي، والاتصالات السعودية (STC)، رغم استمرار الضغط من تراجع سهم مصرف الراجحي ذو الوزن النسبي الثقيل.
هذا التحسن يأتي بعد فترة من التراجع، حيث سجل المؤشر أعلى انخفاض أسبوعي له في مايو، مع هبوط القيمة السوقية بنحو 22.25 مليار ريال، وتراجع قيم التداول إلى 26.77 مليار ريال، بانخفاض نسبته 19.24% مقارنة بالأسبوع السابق.
عوامل خارجية تؤثر على أداء السوق
تأثرت السوق السعودية بالتقلبات في الأسواق العالمية، حيث شهدت الأسواق الأميركية والآسيوية ارتفاعاً في العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم، بعد حكم قضائي أميركي أمهل الحكومة 10 أيام لوقف تنفيذ الرسوم الجمركية.
هذا القرار عزز من معنويات المستثمرين، مع توقعات بتحسن السيولة وتخفيف الضغوط التضخمية، مما قد ينعكس إيجاباً على الأسواق الناشئة، بما في ذلك السوق السعودية.
تحليلات وتوقعات الخبراء
يرى محللون أن الضغط الأكبر على “تاسي” يأتي من المستثمرين الأفراد، الذين تتأثر قراراتهم الاستثمارية بالمعنويات أكثر من العوامل الأساسية.
وأشار المحللون إلى أن العوامل الأساسية والنتائج المالية للربع الأول كانت جيدة، لكن المستثمر لديه مخاوف متزايدة، وهو ما يجعله يضغط بشكل أكبر.
كما أن التراجعات على جميع الأسهم في السوق تعني أنه في وجود أي محفز أو معنويات إيجابية، سيبدأ الارتداد بشكل تدريجي.
بالإضافة إلى أن قرار المحكمة الأميركية بشأن الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى اقتراب احتمال خفض أسعار الفائدة، وسينعكس ذلك بشكل إيجابي على السوق.
نظرة مستقبلية: فرص وتحديات
رغم التحديات الحالية، هناك تفاؤل حذر بين المستثمرين بشأن أداء السوق في النصف الثاني من العام.
تتوقع أبحاث إي إف جي هيرميس أن يقود قطاع البنوك السعودية المؤشر نحو قمم جديدة في 2025، بدعم من النمو المتوقع لإقراض الشركات والتمويل العقاري، وتحسن قروض الأفراد.
كما أن استضافة السعودية لأحداث عالمية مثل كأس العالم 2034، وزيادة الإنفاق على تطوير البنية التحتية، قد تسهم في تعزيز أداء قطاعات مثل السفر والسياحة، والإنشاءات، والقطاع الصناعي.
بينما يواجه سوق الأسهم السعودية تحديات ناتجة عن تقلبات الأسواق العالمية وتراجع ثقة المستثمرين الأفراد، فإن العوامل الأساسية القوية، والتوقعات الإيجابية لبعض القطاعات، قد توفر دعماً للمؤشر في المستقبل القريب.
مع تحسن المعنويات وظهور محفزات جديدة، قد يشهد السوق ارتداداً تدريجياً واستعادة للزخم الإيجابي.