عودة العلاقات الدبلوماسية: إعادة فتح مقر السفير الأمريكي في دمشق بعد 13 عامًا من الإغلاق

عودة العلاقات الدبلوماسية: إعادة فتح مقر السفير الأمريكي في دمشق بعد 13 عامًا من الإغلاق

في خطوة رمزية تعكس تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا، افتتح وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، مقر إقامة السفير الأمريكي في العاصمة دمشق، وذلك بعد أكثر من عقد من إغلاق السفارة الأمريكية في عام 2012 بسبب الحرب الأهلية.

إشارة إلى تحول في السياسة الأمريكية

رفع العلم الأمريكي فوق مقر إقامة السفير يُعدّ أول مؤشر علني على إعادة التواصل الدبلوماسي بين واشنطن ودمشق، رغم أن السفارة الأمريكية لا تزال مغلقة. 
تأتي هذه الخطوة بعد تعيين توماس باراك، السفير الأمريكي لدى تركيا، مبعوثًا خاصًا إلى سوريا في 23 مايو الجاري، في إطار جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب لإعادة تقييم العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشعار.

تحول في القيادة السورية

شهدت سوريا تحولًا جذريًا في ديسمبر 2024، عندما أطاحت قوات المعارضة بالرئيس السابق بشار الأسد، مما أدى إلى نهاية حكمه الذي استمر لعقود. 
تولى أحمد الشرع، القائد السابق لجبهة النصرة، رئاسة البلاد، وأعلن عن نية حكومته في إعادة بناء العلاقات الدولية والتركيز على مكافحة الإرهاب.

تخفيف العقوبات وتعزيز التعاون

في أعقاب هذه التغيرات، بدأت الولايات المتحدة في تخفيف بعض العقوبات المفروضة على سوريا، مشيرة إلى رغبتها في دعم جهود إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار في المنطقة. 
كما أشاد توماس باراك بخطوات الحكومة السورية الجديدة في التعامل مع المقاتلين الأجانب وتحسين العلاقات مع إسرائيل، مؤكدًا على أهمية التعاون المشترك في مواجهة التحديات الأمنية.

تحول دبلوماسي فى دمشق

يشير افتتاح مقر إقامة السفير الأمريكي بدمشق إلى تحوّل دبلوماسي لافت، يعكس براغماتية أمريكية في التعامل مع النظام السوري، بعد أكثر من عقد من القطيعة السياسية والدبلوماسية.

وبينما لم تُعد السفارة للعمل رسميًا، إلا أن هذه الخطوة تحمل دلالات استراتيجية تتجاوز المجاملات البروتوكولية.
هذه الزيارة تمثل خطوة رمزية نحو إعادة الانخراط الأميركي في الملف السوري، دون كسر العزلة المفروضة رسميًا على نظام بشار الأسد.

في ضوء الانفتاح العربي التدريجي على دمشق، قد تحاول واشنطن فرض توازن جديد، لا يتجاهل دورها في سوريا ولا يترك الساحة للروس والإيرانيين فقط.
المبعوث توماس باراك هو أيضًا سفير واشنطن لدى تركيا، ما يشير إلى تنسيق ثلاثي قد يشمل ملفات اللاجئين، المناطق الكردية، والوجود العسكري التركي في الشمال السوري.

إعادة فتح مقر الإقامة دون تفعيل السفارة يعكس سياسة “الخطوة المحسوبة”، أي إرسال إشارات دون التزام سياسي كامل.