إسرائيل تواجه الاعتراف الأوروبي بفلسطين: توسيع المستوطنات كرد على ماكرون والحلفاء.

إسرائيل تواجه الاعتراف الأوروبي بفلسطين: توسيع المستوطنات كرد على ماكرون والحلفاء.

في تصعيد جديد للتوترات بين إسرائيل والدول الأوروبية، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن خطط لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، معتبرة ذلك ردًا مباشرًا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية.

إعلان توسيع الاستيطان:

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يوم الجمعة، عن نية إسرائيل بناء الدولة اليهودية الإسرائيلية في الضفة الغربية، وذلك بعد إعلان إقامة 22 مستوطنة جديدة في الأراضي المحتلة. 
وصرح كاتس بأن هذه الخطوة تمثل ردًا قاطعًا على المنظمات الإرهابية التي تحاول إيذاءنا وإضعاف قبضتنا على هذه الأرض، مضيفًا أنها رسالة واضحة لماكرون وأصدقائه: هم سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، ونحن سنبني الدولة اليهودية الإسرائيلية هنا على الأرض.

تصريحات ماكرون وردود الفعل:

كان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد صرح بأن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس فقط واجبًا أخلاقيًا، بل مطلبًا سياسيًا، مشيرًا إلى إمكانية اتخاذ هذه الخطوة خلال مؤتمر دولي يُعقد في يونيو المقبل.
وأكد ماكرون أن على الأوروبيين تشديد الموقف الجماعي حيال إسرائيل في حال عدم تقديمها ردًا مناسبًا للوضع الإنساني في غزة.
وقد أثارت تصريحات ماكرون ردود فعل غاضبة من الجانب الإسرائيلي، حيث اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيكون “مكافأة للإرهاب” ولن يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

المواقف الأوروبية:

تأتي تصريحات ماكرون في سياق تحركات أوروبية متزايدة للاعتراف بدولة فلسطينية. 
فقد أعلنت دول مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج عن اعترافها بالدولة الفلسطينية في مايو 2024، وتلتها سلوفينيا في يونيو من نفس العام.
وتُعد فرنسا، كعضو دائم في مجلس الأمن، من أبرز الدول الأوروبية التي قد تتخذ هذه الخطوة، مما يزيد من الضغوط على إسرائيل.

ردود الفعل الفلسطينية:

رحبت القيادة الفلسطينية بتصريحات ماكرون، معتبرة أنها خطوة في الاتجاه الصحيح نحو دعم حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق حل الدولتين. 
وأكدت وزيرة الدولة الفلسطينية للشؤون الخارجية، فارسين أجابكيان شاهين، أن الاعتراف الفرنسي المرتقب يتماشى مع حماية حقوق الشعب الفلسطيني.

تُظهر التطورات الأخيرة تصاعد التوتر بين إسرائيل والدول الأوروبية بشأن القضية الفلسطينية، مع تمسك إسرائيل بسياساتها الاستيطانية ورفضها لأي اعتراف بدولة فلسطينية، في مقابل تحركات أوروبية متزايدة لدعم حقوق الفلسطينيين. 
ويبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التصعيد والتحديات في مسار السلام في الشرق الأوسط.