ألمانيا تقلل من مساعداتها العسكرية لإسرائيل وسط تصاعد الانتقادات العالمية

في تحول لافت في الموقف الألماني تجاه إسرائيل، أعلن وزير الخارجية يوهان فاديفول أن قرار ألمانيا بشأن شحنات الأسلحة الجديدة لتل أبيب سيُبنى على تقييم الوضع الإنساني في قطاع غزة، الذي يشهد تدهوراً غير مسبوق منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي.
تقييم قانوني وأخلاقي للحرب
في مقابلة مع صحيفة زود دويتشه تسايتونج نشرت اليوم الجمعة، شكك فاديفول في مدى توافق العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة مع القانون الدولي، مؤكداً أن ألمانيا “تدرس المسألة” وقد ترفض إرسال شحنات سلاح إضافية “إذا لزم الأمر”.
تصريحات الوزير تعكس تغيراً تدريجياً في لهجة ألمانيا، خاصة مع تزايد عدد القتلى المدنيين في القطاع وتفاقم الأزمة الإنسانية، ما يعرض الدعم التقليدي الألماني لإسرائيل لضغوط سياسية وأخلاقية.
شتاتسريزون تحت الاختبار
رغم تأكيد فاديفول على “المسؤولية الخاصة” لألمانيا تجاه أمن إسرائيل، التي ترتكز على مبدأ “شتاتسريزون” المرتبط بماضي ألمانيا النازي، إلا أنه أضاف أن هذا لا يعني أن الحكومة الإسرائيلية يمكنها أن تفعل ما تشاء، في تلميح إلى رفض برلين لبعض السياسات الإسرائيلية.
قضية الإبادة ومأزق الدعم الغربي
تصريحات فاديفول تأتي وسط دعوى قضائية قدمتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في غزة.
وواجهت إسرائيل، بقيادة بنيامين نتنياهو، هذه الاتهامات برفض قاطع واعتبارها مشينة، لكن الضغوط لم تهدأ، خصوصاً بعد تحذيرات من منظمات دولية حول خطر المجاعة الذي يهدد نصف مليون فلسطيني في القطاع.
ضغوط داخلية وخارجية تتزايد
من جانبه، صرح المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة لم يعد مبرراً، مضيفاً أن العملية العسكرية تجاوزت هدفها المعلن بمحاربة حركة حماس.
وأكد أن التوازن بين الدعم لأمن إسرائيل ومبادئ حقوق الإنسان بات محورياً في سياسة برلين.
الدعم مشروط والتوجه يتغير
رسائل ألمانيا لإسرائيل باتت أوضح، الدعم لن يكون مطلقاً.
ومع تزايد الضغوط الدولية، وتفاقم الأوضاع في قطاع غزة، قد يكون هذا بداية لتحول أوسع في المواقف الغربية من الحرب، خاصة إن استمرت إسرائيل في تجاهل النداءات الإنسانية المتصاعدة.