في ذكرى ميلاده: كيف تمكن يونس شلبي من تحويل “تلعثمه” وخروجه عن النص إلى إرث فني خالد؟

تحل اليوم السبت 31 مايو، ذكرى ميلاد الفنان الكوميدي الكبير يونس شلبي، أحد أبرز نجوم جيله الذين تركوا بصمة لا تُنسى في تاريخ الكوميديا المصرية، لم تكن موهبته تكمُن فقط في التمثيل، بل في طريقته الخاصة التي ميّزته عن الجميع، وعلى رأسها التلعثم المحبب وخروجه العفوي عن النص، اللذان شكّلا شخصيته الكوميدية الفريدة وأدخلاه قلوب الجمهور سريعًا.

بداية يونس شلبي

وُلد يونس شلبي يوم 31 مايو عام 1941، وعشق الفن منذ نعومة أظافره، ويستعرض موقع تحيا مصر، رفض والده الشديد لهذه الموهبة التي كان يعتبرها “مضيعة للوقت”، مفضلا أن يعمل ابنه في وظيفة حكومية مستقرة، لكن حب يونس للفن كان أكبر من كل القيود، فبدأ التمثيل من خلال عروض المسرح المدرسي، ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بـ المعهد العالي للفنون المسرحية.

ومن هناك، بدأ لفت الأنظار، حيث لاحظ المخرج الكبير نبيل الألفي موهبته الفريدة، وطلب منه المشاركة في أعماله، لتبدأ بذلك رحلته نحو الشهرة.

يونس شلبي في مدرسة المشاغبين 

كانت انطلاقه يونس شلبي الحقيقة على خشبة المسرح من خلال شخصية “منصور ابن الناظر” في مسرحية مدرسة المشاغبين عام 1971، التلعثم في نطق الكلمات، والخجل البريء، وخروجه غير المتوقع عن النص، كلها عناصر صنعت من “منصور” شخصية كوميدية لا تُنسى.

كان خروجه المفاجئ عن النص، بارتجالاته العفوية، يُربك كبار النجوم على المسرح مثل عادل إمام وسعيد صالح، الذين لم يتمكنوا في كثير من المشاهد من حبس ضحكاتهم أمام أدائه الصادق والمضحك حد الذهول.

يونس شلبي في العيال كبرت

بعد النجاح الكبير في “مدرسة المشاغبين”، عاد يونس شلبي ليُبدع من جديد في مسرحية “العيال كبرت” عام 1979، حيث جسد شخصية “عاطف” البسيط والمحبوب، وكعادته، خرج شلبي عن النص أثناء أحد المشاهد وقال عبارته الشهيرة “كلهم بيهزوا دماغهم”.

يونس شلبي في بوجي وطمطم 

لا يمكن الحديث عن يونس شلبي دون التطرق إلى واحد من أنجح أعماله على الإطلاق، وهو مسلسل الأطفال الشهير “بوجي وطمطم”، الذي قدمه لمدة 18 عامًا متواصلة منذ عام 1983، وكان يُعرض بشكل حصري خلال شهر رمضان، هذا المسلسل أصبح جزءًا من ذاكرة أجيال، بفضل أدائه المميز وشخصيته البريئة التي أحبها الصغار والكبار.

أهم أعمال يونس شلبي في السينما 

شارك يونس شلبي في أكثر من 70 فيلمًا، قدم خلالها أدوارًا متنوعة، لكن أعماله ذات الطابع الكوميدي ظلت الأبرز في ذاكرة الجمهور، شارك في أفلام مهمة مثل: ” شفيقة ومتولي”، ” الكرنك”،” إحنا بتوع الأوتوبيس”، التي رغم ظهوره فيها بأدوار ثانوية، إلا أن أداءه كان لافتًا ومؤثرًا.

يونس شلبي نجم من نوع خاص

رغم أن الأدوار الجانبية التي قدمها كانت أحيانًا أقوى من أدواره الرئيسية، إلا أن يونس شلبي ظل نجمًا محبوبًا، قادرًا على إضحاك القلوب قبل الشفاه، بفضل تلقائيته، وعفويته، وموهبته التي لا تتكرر.