خاص.. حرب التجارة العالمية: كيف تؤثر الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي؟ أستاذ العلاقات الدولية يكشف

في تصريحات خاصة لموقع “تحيا مصر“، أكد الدكتور حسين الديك، أستاذ العلاقات الدولية والمقيم في واشنطن، أن السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تشمل فرض الرسوم الجمركية، لا تقتصر على حماية الصناعات المحلية الأمريكية فحسب، بل تحمل في طياتها تداعيات كبيرة على التجارة الدولية. 
وأوضح الديك أن السياسات الأمريكية تركز على الصناعات الأمريكية عالية التقنية والموارد الطبيعية، بينما تؤثر الرسوم الجمركية بشكل محدود على قطاعات أخرى مثل صناعة السيارات.

دور الرسوم الجمركية في حماية الصناعات المحلية

وفقاً للدكتور حسين الديك، أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في فقدان فرص العمل في الولايات المتحدة ليس هو البضائع الصينية كما يعتقد البعض، بل التقدم التكنولوجي والتطورات العلمية التي استبدلت الأيدي العاملة بالماكينات والأتمتة. 
وأضاف أن نقل المصانع الأمريكية إلى دول مثل المكسيك ودول أمريكا اللاتينية يرجع إلى تكلفة الأيدي العاملة الرخيصة ووجود أسواق قريبة للتصدير، ولا علاقة لذلك بالصين.
أما فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، فقد أكد الخبير الاقتصادي أن هذه الرسوم قد تساعد في حماية بعض الصناعات المحلية الأمريكية، إلا أن تأثيرها سيكون محدوداً على القطاعات المرتبطة بالتكنولوجيا العالية والموارد الطبيعية مثل النفط والغاز، وخاصة في ولاية تكساس.
فيما يخص صناعة السيارات، يرى أستاذ العلاقات الدولية بواشنطن أن تأثير الرسوم سيكون إيجابياً لكنه لن يكون كبيراً.

الاقتصاد الأمريكي: الحرب التجارية بين واشنطن وبكين وتأثير الرسوم الجمركية 
 

يرى الدكتور حسين الديك أن الولايات المتحدة ماضية في حرب تجارية مع الصين، وليس مع باقي دول العالم. 
ويضيف أن الرئيس ترامب قد أوقف فرض الرسوم على العديد من الدول، وهو ما يُعتبر بمثابة هدنة اقتصادية قد تستمر لفترة طويلة، حيث لن تُفرض الرسوم على الدول الحليفة مثل كندا، المكسيك، ودول أوروبا والشرق الأوسط.

تداعيات الحرب الاقتصادية على الاقتصاد العالمي
 

وقال الديك: إنه من المتوقع أن تؤدي هذه الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى تأثيرات سلبية على الاقتصاد العالمي، خاصة في الاقتصادات الضعيفة والدول النامية التي تعتمد على التجارة الدولية. 
هذه الحرب قد تتسبب في تفاقم الأوضاع الاقتصادية في بعض الدول، ما يدفع إلى مزيد من الجهود التنموية من قبل وكالات التنمية الدولية لدعم تلك الدول في مواجهة التحديات الاقتصادية.
أكد الديك أن الحرب التجارية بين واشنطن وبكين ستظل مركز اهتمام السياسة الاقتصادية العالمية، حيث سيكون لها تأثيرات بعيدة المدى على التجارة الدولية، خاصة على الاقتصادات النامية، ما يستدعي اتخاذ خطوات دولية عاجلة للتخفيف من تداعياتها السلبية.