الحرب التجارية تشتعل: الصين تسخر من ترامب وترد على الرسوم الجمركية بفيديوهات ساخرة

في خطوة جديدة نحو تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، رسوماً جمركية وصلت إلى 145% على السلع الصينية.
هذا القرار أدى إلى موجة من ردود الفعل الغاضبة من قبل الصين، التي اتخذت من وسائل التواصل الاجتماعي ساحة لانتقاد السياسة الأمريكية. وتنوعت الردود الصينية بين السخرية والانتقادات المباشرة، في حين أقدمت بكين على رفع الرسوم المتبادلة كإجراء مضاد.
السخرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي الصينية
عقب إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية المرتفعة، انطلقت حملات عبر منصات التواصل الصينية لانتقاد القرار.
حيث نشر العديد من الحسابات الصينية مقاطع فيديو مركبة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، تُظهر ترامب ونائبه جي دي فانس، إلى جانب الملياردير إيلون ماسك، وهم يعملون في أحد مصانع الأحذية الأمريكية.
هذا الفيديو ليس إلا جزءاً من موجة ساخرة تزداد حدتها عبر منصات مثل “وي تشات” و”ويبو”، في محاولة لتسليط الضوء على تأثيرات الحرب التجارية على العمال الأمريكيين.
وفي الوقت نفسه، تداولت بعض الحسابات مقاطع تُظهر عمالاً أمريكيين في المصانع وهم يعملون بكد لتعويض النقص في السلع الناجم عن الحرب الاقتصادية، وهو ما اعتُبر بمثابة تعبير عن معاناة المواطن الأمريكي بسبب الرسوم الجمركية.
انتقاد الصين للرسوم الأمريكية
من جانبها، لم تترك المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج، الفرصة تمر دون الرد على الرسوم الأمريكية.
فقد نشرت على حسابها في “إكس” صورة لقُبعة ترامب الشهيرة التي كتب عليها “صُنعت في الصين”، مع الإشارة إلى ارتفاع ثمنها، في إشارة غير مباشرة إلى التناقض بين سياسات ترامب الحمائية وسلسلة الإمدادات العالمية التي تعتمد على الصين.
الرقابة الصينية على وسائل التواصل
في خطوة أخرى لتعزيز الرقابة على المناقشات المتعلقة بالحرب التجارية، قامت السلطات الصينية بحجب العديد من الوسوم المرتبطة بـ”الرسوم الجمركية” أو “104” على منصة “ويبو”.
وعند محاولة المستخدمين البحث عن تلك المواضيع، كانت تظهر رسالة خطأ تفيد بعدم إمكانية الوصول إلى الصفحات.
كما شملت الرقابة منصة “وي تشات”، حيث تم حذف منشورات متعددة لشركات صينية كانت تتحدث عن تأثير الرسوم الجمركية على تجارتها.
تصعيد متبادل بين واشنطن وبكين
على الرغم من السخرية والانتقادات التي اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي الصينية، لم تتراجع بكين عن موقفها، بل ردت على قرار ترامب برفع الرسوم الجمركية من 85% إلى 125% على بعض السلع الأمريكية. هذا التصعيد المتبادل يعكس تزايد التوترات بين الدولتين في ظل استمرار الحرب التجارية التي بدأها ترامب بهدف تقليص العجز التجاري مع الصين وحماية الصناعات الأمريكية.
مع استمرار التصعيد بين الولايات المتحدة والصين، يبدو أن الحرب التجارية لن تنتهي قريباً، بل ستتسارع تداعياتها على الاقتصاد العالمي. ففي حين تركز الولايات المتحدة على حماية صناعتها المحلية، تبقى الصين مصممة على الحفاظ على مكانتها كقوة اقتصادية عظمى، ما يجعل من هذه المواجهة الاقتصادية معركة طويلة الأمد ستؤثر في جميع الأطراف، بما في ذلك الاقتصادات العالمية الأضعف.