ستارمر ينبه: غزة تواجه أزمة إنسانية خطيرة وإسرائيل تلقي اللوم والضحايا بالمئات

وسط مشاهد متكررة للدمار والحرمان، تتصاعد التحذيرات الدولية من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن الوضع في غزة يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، مطالباً بتدخل عاجل لزيادة وتيرة المساعدات الإنسانية.
ويأتي ذلك في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية، وسط اتهامات بإطلاق النار على مدنيين كانوا يسعون للحصول على الغذاء.
ستارمر: الوضع لا يُحتمل ويزداد تدهوراً
أطلق رئيس الوزراء البريطاني تصريحات لافتة من اسكتلندا، أعرب فيها عن قلقه العميق حيال الوضع في غزة.
وقال للصحافيين: “الوضع لا يحتمل في غزة ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم”، مضيفاً أن بريطانيا تعمل مع حلفائها لتأمين دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكافٍ.
وشدد رئيس الوزراء البريطاني على أن الكميات الحالية لا تكفي، والمأساة مستمرة.
إطلاق نار على مدنيين وسقوط قتلى
وفي جنوب قطاع غزة، وتحديداً في مدينة رفح، أفادت تقارير ميدانية بأن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على فلسطينيين أثناء توجههم للحصول على مساعدات من مؤسسة “غزة الإنسانية”.
وأسفر ذلك عن مقتل 3 أشخاص وإصابة العشرات، معظمهم من المدنيين. وفي الوقت ذاته، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية النار على صيادين في بحر غزة، ما تسبب في إصابات جديدة.
تصعيد عسكري في مختلف أنحاء قطاع غزة
لم تقتصر الهجمات على رفح، حيث شهدت مدينة خان يونس سلسلة من الغارات الجوية، كما كثفت المدفعية الإسرائيلية قصفها على حي التفاح شرق مدينة غزة.
واستهدفت طائرة مسيرة مجموعة من المواطنين في شمال القطاع، ما أسفر عن مقتل 4 وإصابة عدد آخر.
50 ألف طفل بين قتيل وجريح خلال 20 شهراً
وكشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” عن حصيلة صادمة، إذ قُتل أو جُرح نحو 50 ألف طفل منذ بدء التصعيد قبل عشرين شهراً.
وقالت الوكالة إن المدنيين، بمن فيهم الأطفال والعاملون الإنسانيون والطبيون، لا يزالون يتعرضون للموت، مع تدهور غير مسبوق في الأوضاع المعيشية.
جدل حول إطلاق النار ومصدره
بينما نفت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن تكون قواتها أطلقت النار على المدنيين، مدعية أن مسلحين ملثمين هم من نفذوا الهجوم، أكدت مؤسسة غزة الإنسانية أنها لم ترصد إطلاق نار في موقع توزيع المساعدات، معتبرة أن الرواية الإسرائيلية “مفبركة”.
لكن شهود عيان وجرحى أكدوا أن القوات الإسرائيلية هي من فتحت النار.
مساعدات محدودة وسط أزمة ثقة
رغم سماح إسرائيل بعبور محدود لشاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، فإن وتيرة التوزيع لا تزال بطيئة.
وقد بدأت مؤسسة غزة الإنسانية توزيع الطعام منذ 26 مايو، وقالت إنها قدمت أكثر من 4.7 ملايين وجبة.
في المقابل، رفضت الأمم المتحدة التعاون مع المؤسسة، مشيرة إلى أنها لا تلتزم بالمبادئ الإنسانية الأساسية.
الوضع في غزة بلغ مستويات كارثية، ومع تضارب الروايات بين الأطراف، يبقى المدنيون وحدهم من يدفعون الثمن.
وبين مطالبات دولية متزايدة وميدانيات دامية، يظل الحل الإنساني رهينة للقرار السياسي وشروط الصراع المستمر.