روسيا تقدم لكييف خطة مزدوجة لإنهاء النزاع: انتخابات، معاهدة سلام، وتبادل الضحايا والأسرى.

في خطوة قد تمهد لتسوية سياسية في النزاع بين روسيا وأوكرانيا المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، أعلن كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي من إسطنبول، أن بلاده سلمت كييف، عبر وساطة تركية، مذكرة من جزأين تتضمن مقترحات روسية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.
خطة روسية من جزأين
وصف ميدينسكي الخطة بأنها مفصلة إلى حد كبير، موضحًا أن الجزء الأول يحتوي على رؤية روسيا لتحقيق سلام دائم، بينما يشمل الجزء الثاني مقترحات بشأن وقف شامل لإطلاق النار بصيغ مرنة.
ولم يكشف عن تفاصيل الوثيقة، لكنه أشار إلى أن كييف تدرس المقترحات حالياً وستقدم ردها لاحقًا.
الانتخابات ومعاهدة سلام
وفق وكالة تاس الروسية، تتضمن مذكرة روسيا بنداً يدعو إلى إجراء انتخابات عامة في أوكرانيا يليها تشكيل هيئات حكومية جديدة، ومن ثم توقيع معاهدة سلام.
كما تطالب موسكو بانسحاب القوات الأوكرانية من مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا، مع الاعتراف بسيادة روسيا على هذه المناطق إضافة إلى القرم وخاركيف.
ضمانات أمنية واقتصادية
وتقترح الخطة الروسية منع أي نشاط عسكري لأطراف ثالثة على الأراضي الأوكرانية، وضمان حياد كييف النووي.
كما تشمل إعادة العلاقات الاقتصادية، خصوصاً المتعلقة بنقل الغاز، مقابل رفع العقوبات المفروضة على روسيا.
مطالب أوكرانية بوقف كامل لإطلاق النار
في المقابل، جددت أوكرانيا تمسكها بوقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوماً على الأقل، كتمهيد للانتقال إلى مفاوضات شاملة، بعيدًا عن أي تصعيد عسكري ميداني.
اتفاق على تبادل جثامين وأسرى
أشار ميدينسكي إلى اتفاق أولي بشأن تبادل جثامين 6 آلاف قتيل بين الطرفين، مع هدنة قصيرة تمتد من يومين إلى ثلاثة أيام في بعض المواقع لتمكين عمليات الاستعادة.
كما أكد وجود خطة جديدة لتبادل الأسرى على غرار الاتفاق السابق في مايو الماضي، والذي شمل ألف أسير من كل طرف.
قضية الأطفال
تلقت روسيا، حسب ميدينسكي، قائمة تضم 339 طفلًا تطالب أوكرانيا بإعادتهم، وقال إنه يتم التحقق من الحالات استعدادًا للمّ شملهم مع عائلاتهم.
نهاية سريعة للجولة
استغرقت الجولة الأخيرة من المفاوضات ساعة واحدة فقط، وانتهت دون الإعلان عن اتفاق نهائي. وعبّر الطرفان عن استمرار المشاورات، وسط توقعات بعقد جولة جديدة قريباً في حال وجود رد إيجابي من كييف.
وفى النهاية المشهد يبقى مفتوحاً على كافة الاحتمالات، لكن الأجواء تشير إلى بداية جدية نحو تسوية، ولو مشروطة.