توربينات محطة الضبعة النووية: تصنيعها في فرنسا وتسليم الوحدات الأولى قبل نهاية 2025

توربينات محطة الضبعة النووية: تصنيعها في فرنسا وتسليم الوحدات الأولى قبل نهاية 2025

في رحلة تأخذنا من شواطئ الضبعة المصرية إلى قلب مدينة بلفور الفرنسية، يتجلى وجه آخر للتعاون الدولي في صورة تروس عملاقة وتوربينات تُولد الحلم بالطاقة النظيفة، ولم تعد المفاعلات النووية مجرد مشروعات مستقبلية على الورق، بل تحوّلت إلى إنجازات ملموسة تنبض بالحياة داخل المصانع الأوروبية.

وفي هذا السياق، تأتي زيارة وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري لتضع حجر أساس جديد في مسيرة الاعتماد على الطاقة النووية، وتكشف عن مستوى الجاهزية الفعلية لإطلاق محطة الضبعة النووية بأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا العالمية.

آخر مستجدات تصنيع التوربينات والمعدات الكهربائية

قام الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بجولة تفقدية لمصانع شركتي “أرابيل سوليوشنز” و”فورماتوم” في مدينة بلفور الفرنسية، لمتابعة آخر مستجدات تصنيع التوربينات والمعدات الكهربائية المخصصة لمفاعلات محطة الضبعة النووية. 

وتضمنت الجولة الاطلاع الميداني على التقدم الفعلي في تجهيزات التوربينات والمولدات، بما يشمل انتهاء الاختبارات الفنية للمولد التوربيني للوحدة الأولى، التي من المقرر أن تصل إلى مصر قبل نهاية العام.

وقدّم مسؤولو الشركتين عرضًا تقنيًا شاملاً تضمن جاهزية المكونات الرئيسية للمحطة النووية، خاصة ما يتعلق بأنظمة التحكم المتطورة والتزام التصنيع بالجداول الزمنية المحددة سلفًا. وتُعد التوربينة الجاهزة للوحدة الأولى هي الأكبر من نوعها في مصر وإفريقيا، ما يعكس مدى تطور البنية التحتية للمشروع.

كما أشرف الوزير على عمليات التصنيع الخاصة بالمهمات الكهربائية وتابع بدء اختبارات الجودة الدقيقة داخل المصنع. وتأتي هذه التحركات في إطار التحقق من توافق المعدات مع المواصفات المتعاقد عليها، تمهيدًا لنقلها إلى موقع المحطة.

وأكد عصمت أن هذه الجهود تأتي ضمن شراكة استراتيجية راسخة بين مصر وروسيا، تعكس مستوى التنسيق والتكامل الذي أسهم في الالتزام بالمخطط الزمني للمشروع، مضيفًا أن محطة الضبعة تُعد محورًا رئيسيًا لرؤية مصر 2030، كونها تمثل خطوة كبيرة في تأمين احتياجات البلاد من الكهرباء وتعزيز النمو الاقتصادي عبر مصادر طاقة مستدامة.

دمج التقنيات الحديثة في قطاعات الطاقة والصناعة والزراعة

وأشار إلى أن الاعتماد على الطاقة النووية يسهم في تقليل استهلاك الوقود وتقليص الانبعاثات الكربونية، لافتًا إلى أن مصر تواصل جهودها لتكون من الدول الرائدة في مجال الطاقة النظيفة، عبر دمج التقنيات الحديثة في قطاعات الطاقة والصناعة والزراعة.

استراتيجية الدولة الرامية إلى تنويع مصادر الكهرباء وتحقيق استقرار دائم في الشبكة

وشدد الوزير على أن القيادة السياسية تتابع بشكل يومي تقدم العمل في مشروع الضبعة، في إطار استراتيجية الدولة الرامية إلى تنويع مصادر الكهرباء وتحقيق استقرار دائم في الشبكة الموحدة، مع التزام تام بالجداول الزمنية لكل مراحل المشروع.