كان يتمنى إنقاذ الأرواح.. سكان الروضة في المنيا ينتظرون وصول جثمان طبيب غرق في نهر النيل

كان يتمنى إنقاذ الأرواح.. سكان الروضة في المنيا ينتظرون وصول جثمان طبيب غرق في نهر النيل

في لحظة واحدة، تبدلت حياة قرية بأكملها، حين ورد النبأ: “علي جلال غرق في الترعة”، الطبيب الشاب، خريج كلية الطب، الذي لم يكمل شهره الأول في مستشفى أسيوط الجامعي، يعود اليوم إلى قريته محمولًا على الأكتاف، بدلًا من أن يعود في زيارته الأولى لأمه حاملاً هدية أو بشرى.

هو الأصغر بين إخوته، والوحيد الذي تعلق به قلب أم مريضة وأمل عائلة بأكملها، لم يسعفه العلم الذي درسه، ولا القلب الطيب الذي شهد به كل من عرفه، فقد رحل الطبيب، وبقيت أمه تنظر الباب علّه يعود، دون أن تدري أن الذي سيُفتح قريبًا… سيكون لاستقبال النعش.

قوات الإنقاذ النهري تنتشل جثمان طبيب

انتشلت قوات الإنقاذ النهرى بمحافظة أسيوط، منذ قليل، جثمان طبيب شاب يدعى علي السيد جلال 24 عام يقيم بعزبة مهران قرية الروضة بمركز ملوي جنوب المنيا، يعمل طبيبًا مقيمًا بقسم العظام بمستشفى أسيوط الجامعي، لقى مصرعه غرقا في ترعة الإبراهيمية، وتم ايداعه بمشرحه المستشفي الجامعي تحت تصرّفات النيابة العامة.

وانتدبت النيابة العامة، بمركز اسيوط، الطبيب مفتش صحة المركز لتوقيع الكشف الطبى الظاهرى على الجثمان، لبيان وجود شبهه جنائية في الوفاة من عدمه، حيث وقع مفتش الصحة منذ قليل الكشف الطبي الظاهرى واثبت بتقريره عدم وجود شبهه جنائية في الوفاة وان الوفاة بسبب اسفكسيا الغرق.
وكان الطبيب الشاب بدأ عمله بالمستشفى مطلع الشهر الماضي، حيث عرف بين زملائه بحسن الخلق والاجتهاد في العمل، مما جعله يحظى بمحبة وتقدير الجميع داخل الفريق الطبي بالمستشفى.

ونعى عدد من الأطباء الفقيد بكلمات مؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معربين عن حزنهم الشديد لفقدانه، وداعين له بالرحمة والمغفرة، مؤكدين أن وفاته تمثل خسارة كبيرة للمجتمع الطبي في أسيوط.

في سياق متصل، اتشحت قرية الروضة بمركز ملوي، بالسواد، وتعالت اصوات البكاء والصراخ من السيدات والشباب بعزبة مهران مسقط رأس الفقيد، حزنا عليه، وتجمع المئات من اهالي القرية امام كوبري الروضة في انتظار وصول الفقيد.

أكد ابو اسر رمضان، نجل عم الفقيد، ان د. ” على ” هو أصغر اخوته وان اخوته اثنان، ووالده متوفي ووالدته بوعكه صحية، وانه من المقرر ان يتم تشييع الجثمان صباح غدا، في مقابر اسرته، مؤكدا ان والدته في انهيار بعد سماع نبأ ” الوفاة “، مضيفا انه بدا العمل منذ شهر ولم يحصل علي اى اجازه وكان يؤي عمله علي أكمل وجه واشادو به جميع العاملين بالمستشفى.