«تحالف تخصيب اليورانيوم».. كل ما تحتاج معرفته عن المشروع النووي الإقليمي لمواجهة البرنامج الإيراني

قدمت سلطانة عمان مقترح بشأن تأسيس اتحاد لتخصيب اليورانيوم، وذلك كحل وسط لإيجاد حل للأزمة النووية الإيرانية التي تشهد حتى الآن تعثرات في ظل تمسك كل من طهران وواشنطن بشروطهم من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي.
اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم.. حلم على ورق
وكشف موقع أكسيوس الأمريكي، نقلاً عن مسؤول إيراني رفيع المستوى أن طهران منفتحة على فكرة انشاء اتحاد لتخصيب اليورانيوم، لكنه اشترط على ضرورة أن يعمل داخل الأرضي الإيرانية، أما إذ تم عكس ذلك فالفكرة ستكون محكوم عليها بالفشل.
وفي هذا التقرير نستعرض بالتفصيل هذا المشروع الذي قدم بمبادرة من سلطنة عمان والتي تلعب دوراً رئيسيًا في المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران.
من هم شركاء التكتل الإقليمي لتخصيب اليورانيوم؟
الاتحاد الإقليمي لتحصيب اليورانيوم، يهدف إلى توزيع الأنشطة المتعلقة بالتخصيب وتقاسمها بين الدول المشاركة في التكتل بدلاً من أن تكون برامج نووية خاصة بدولة بعينها. والشركاء الأساسيون هم إيران وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وبالنسبة لإيران ستواصل البحث والتطوير وتصنيع وإنتاج أجهزة الطرد المركزي، وتشغيل مجموعات البحث والتطوير التجريبية أو التجريبية. ويمكن أن تستمر هذه الأنشطة في مجمعها النووي الحالي.
وطورت إيران ونشرت جزئيًا أجيالًا متعددة من أجهزة الطرد المركزي. من حيث العدد المُثبت، يمثل جهاز الجيل الأول (IR-1) الحصة الأكبر، ولكنه يُعتبر إلى حد كبير قديمًا اليوم. ونظرًا لإنجاز إيران في تطوير أجيال متقدمة من أجهزة الطرد المركزي، فسيكون من الطبيعي أن تُفكك إيران أجهزة IR-1 الخاصة بها وتتخلص منها كجزء من هذه الاتفاقية.
وسيتم تشغيل وتفكيك الأجهزة الأكثر تقدمًا المنتشرة حاليًا بأعداد أكبر (IR-2 وIR-4 وIR-6)، إلى جانب الأنابيب والبنية التحتية الكهربائية المرتبطة بها، ووضعها في مخزن مُراقب حتى يصبح مصنع التخصيب التابع للاتحاد جاهزًا لتركيب أجهزة الطرد المركزي. من منظور عملي واقتصادي، قد يكون من الأفضل العمل بأقل عدد ممكن من أنواع أجهزة الطرد المركزي المختلفة. وسيُترك الأمر لشركاء الاتحاد لتحديد أجهزة الطرد المركزي التي يريدون الاعتماد عليها للنشر.
سيتم أيضًا تخزين مكونات أجهزة الطرد المركزي المُنتجة حديثًا في مخازن مُراقبة. وسيتم إنتاجها حسب الحاجة وشحنها من إيران إلى مصنع التخصيب التابع للائتلاف، والذي سيكون في دولة أخرى. هناك، سيتم تجميع أجهزة الطرد المركزي وتركيبها في مجموعات متتالية، وتشغيلها من قِبل فنيين إيرانيين. ولن تُنقل أي خبرة تقنية في أجهزة الطرد المركزي إلى دول أخرى.
احتفاظ إيران بمخزونات اليورانيوم المخصب بأقل من 5% تحت إشراف دولي
ويمكن لإيران الاحتفاظ بمخزونات اليورانيوم المخصب بنسبة أقل من 5%، تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بكمية كافية لتلبية الاحتياجات المحلية. أما جميع مخزونات اليورانيوم المخصب الأخرى في إيران، فسيتم مزجها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى ما دون مستوى 5%، ثم شحنها إلى مستودع التخزين المركزي التابع للاتحاد خارج إيران
موقع تأسيس محطة لتخصيب اليورانيوم تابعة للاتحاد الإقليمى
أما عن دور عُمان، الواقعة على خليج عُمان قبالة إيران، والمتاخمة لكلٍّ من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مرشحةً واضحةً لاستضافة محطة جديدة لتخصيب اليورانيوم تابعةً للاتحاد الإقليمي. وقد لعبت عُمان دور الوسيط الدبلوماسي ومكانًا للمناقشات بين إيران والولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا. وسيتم تصميم المحطة، التي يمولها جميع الشركاء في الاتحاد، لتلبية احتياجات وقود اليورانيوم منخفض التخصيب لمفاعلات الطاقة في المنطقة التي لا تتوفر لديها ترتيبات أخرى لتوريد الوقود.
وبناءً على الخبرة المكتسبة من بناء مصنع تخصيب اليورانيوم بأجهزة الطرد المركزي التابع لشركة URENCO في الولايات المتحدة، فقد يستغرق الأمر من ثلاث إلى أربع سنوات للانتقال من مرحلة البدء في الموقع في عُمان إلى تركيب أول جهاز طرد مركزي وبدء الإنتاج في السلسلة الأولى.
سيُشغّل فنيون إيرانيون محطة تخصيب اليورانيوم في عُمان، وتخضع لحراسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما يُمكن إنشاء وكالة ضمانات إقليمية متداخلة، على غرار الوكالة الأوروبية للطاقة الذرية، والوكالة البرازيلية الأرجنتينية للمراقبة النووية المتبادلة.
وتعمل أنظمة الضمانات التي أنشأتها هذه الوكالات بالتنسيق مع أنظمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التحقق من الأنظمة الوطنية لحصر ومراقبة المواد النووية، وإجراء عمليات تفتيش في مواقع المنشآت النووية، مع قيام كل هيئة باستخلاص استنتاجاتها المستقلة
أين ستنقل مخلفات اليورانيوم؟
سيتم نقل نواتج اليورانيوم المخصب ومخلفات اليورانيوم إلى خارج عُمان، بحيث لا يمكن استخدامها كوقود لمزيد من التخصيب بما يتجاوز مستويات التخصيب المنخفضة المطلوبة لمفاعلات الطاقة. وهذا من شأنه أن يقلل من خطر استخدام المحطة للتخصيب السري إلى مستويات الأسلحة.
دور السعودية في الاتحاد الإقليمي لتخصيب اليورانيوم
تتم في المملكة العربية السعودية عمليات استخراج اليورانيوم واستيراده ومركزات خام اليورانيوم؛ وتحويله إلى سادس فلوريد اليورانيوم (UF 6 )؛ وتخزين نواتج اليورانيوم المخصب ومخلفاته؛ وإعادة معالجة اليورانيوم المخصب إلى أكسيد اليورانيوم لتصنيعه كوقود. ويمكن أن تُدمج مخزونات اليورانيوم منخفض التخصيب في منشأة تخزين يورانيوم تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على غرار المنشأة الموجودة في كازاخستان والتي تحتوي على 90 طنًا من اليورانيوم منخفض التخصيب.
ويُمكن للمملكة العربية السعودية أن تُصبح الممول الرئيسي لإنتاج محطة التخصيب الإقليمية. ولطالما خططت المملكة العربية السعودية لشراء أسطول من محطات الطاقة النووية.
تأسيس مقر الاتحاد في الإمارات
أما عن الإمارات العربية المتحدة، فقد يكون مقر إدارة الاتحاد متعدد الجنسيات في الإمارات العربية المتحدة. وتضم محطة براكة للطاقة النووية في الإمارات العربية المتحدة أربعة مفاعلات، بنتها كوريا الجنوبية بين عامي 2020 و2024. وقد تعاقدت الإمارات مع السوق الدولية لتلبية احتياجاتها من الوقود، حيث حصلت على مُركّز اليورانيوم من شركة يورانيوم ون الروسية وشركة ريو تينتو الأسترالية، بالإضافة إلى خدمات التخصيب مع شركة أورانو الفرنسية، وشركة تيكسناب إكسبورت الروسية، وشركة يورينكو. وتُصنّع شركة كوريا للطاقة الكهربائية للوقود النووي مجموعات الوقود اللازمة للمفاعلات.
مشاركة مصر في المشروع النووي الإقليمي
الجدير بالذكر، أنه تشارك دول أخرى في الشرق الأوسط في هذا الاتحاد قد تشمل هذه الدول مصر وتركيا، ولكل منهما أربعة مفاعلات نووية قيد الإنشاء في روسيا. كما قد يشمل دولًا ذات خبرة في التخصيب على نطاق تجاري مثل الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وهولندا