استكشف أبرز استثمارات المستثمرين الأجانب في سوق الأسهم السعودية

كشفت بيانات حديثة عن قائمة الشركات السعودية الأكثر استقطابًا للاستثمارات الأجنبية في سوق الأسهم، في ظل استمرار تدفق رؤوس الأموال الأجنبية إلى السوق المالية المحلية خلال الفترة الأخيرة.
وأظهرت الأرقام أن مصرف الراجحي جاء في صدارة الشركات المستهدفة من قبل المستثمرين الأجانب، بإجمالي استثمارات بلغت نحو 51.4 مليار ريال، بما يعادل 15.5% من أسهم البنك. كما حلت أرامكو السعودية في المرتبة الثانية باستثمارات تقدر بـ 37.5 مليار ريال، تليها مجموعة من البنوك والشركات الكبرى.
وشملت القائمة أيضًا البنك الأهلي السعودي باستثمارات أجنبية بلغت 33 مليار ريال، وشركة الاتصالات السعودية (STC) بـ 21.4 مليار ريال، وشركة معادن التي جذبت استثمارات تجاوزت 16.7 مليار ريال، إلى جانب بنك الرياض الذي بلغت الاستثمارات الأجنبية فيه أكثر من 10 مليارات ريال.
وتتركز معظم هذه الاستثمارات، وفق البيانات، في قطاعات رئيسية مثل المصارف والطاقة والاتصالات والتعدين، في حين تمثل الولايات المتحدة النسبة الأكبر من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المؤهلة، تليها دول أخرى من بينها الإمارات وفرنسا ومصر وهولندا.
ويأتي هذا التوجه في وقت تشهد فيه السوق المالية السعودية تطورات تنظيمية وهيكلية، ساعدت في تعزيز ثقة المستثمر الأجنبي، ورفع مستويات التملك في عدد من الشركات القيادية المدرجة.
وتُظهر بيانات السوق أن أكثر من 63% من استثمارات الأجانب تتركز في عشر شركات قيادية فقط، ما يعكس توجه المستثمرين الدوليين نحو الشركات الكبرى ذات الأداء المالي المستقر والقيمة السوقية العالية.
وبحسب محللين، فإن هذا التركز لا يعكس فقط ثقة الأجانب في قوة الشركات القيادية، بل يشير أيضًا إلى تحفظ نسبي تجاه الشركات ذات الأحجام المتوسطة والصغيرة، والتي لا تزال تحتاج إلى تعزيز الإفصاح وتحسين ممارسات الحوكمة لجذب اهتمام أوسع من المستثمرين الدوليين.
وتعد الولايات المتحدة أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية المؤهلة في السوق السعودية، إذ تمثل نحو 55% من إجمالي المستثمرين الأجانب، تليها دول أوروبية وآسيوية، ما يعكس تنوعًا في قاعدة المستثمرين ويعزز من استقرار التدفقات المالية إلى السوق.
من جانب آخر، سجلت صافي مشتريات الأجانب في السوق السعودية خلال سبتمبر 2024 نحو 3.84 مليار ريال، بزيادة تجاوزت 940% مقارنة بنفس الشهر من عام 2023، فيما بلغ إجمالي صافي المشتريات خلال أول 9 أشهر من 2024 حوالي 16.4 مليار ريال، ما يشير إلى توجه تصاعدي مستمر.
ويرى خبراء أن استمرار هذه التدفقات الأجنبية يعكس النجاح النسبي لخطط الإصلاح التي تنفذها هيئة السوق المالية، إلى جانب الترقيات التي حصلت عليها السوق السعودية في مؤشرات الأسواق الناشئة العالمية، مثل مؤشري “مورغان ستانلي” و”فوتسي راسل”.
وتُعد هذه المؤشرات عامل جذب رئيسي للمستثمرين المؤسسيين الدوليين الذين يتبعون استراتيجيات استثمارية طويلة الأجل، ما يسهم في تعزيز استقرار السوق وزيادة عمقها.
ومع استمرار الجهود الحكومية لجذب الاستثمارات الأجنبية وتنويع الاقتصاد، من المتوقع أن تشهد السوق السعودية مزيدًا من النمو في حجم وتنوع الاستثمارات الدولية خلال السنوات المقبلة.