جريمة تؤثر على باكستان: اغتيال المدونة سناء يوسف في يوم عيد ميلادها

جريمة تؤثر على باكستان: اغتيال المدونة سناء يوسف في يوم عيد ميلادها

تصدرت قضية مقتل الفتاة الباكستانية سناء يوسف (17 عاماً) تريندات محرك البحث جوجل عالمياً وعربياً، بعد أن أقدم شاب على قتلها داخل منزل عائلتها في إسلام آباد، متحدياً حواجز الأمن والإنسانية، وهي الجريمة التي كشفت عن تداعيات خطيرة لتطور ظاهرة التحرش والملاحقة الرقمية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.

وفقاً لتصريحات الشرطة الباكستانية فإن الضحية سناء يوسف، نجمة تيك توك باكستانية تجاوز متابعوها 800 ألف شخص، قُتلت مساء الاثنين 2 يونيو 2025 في منزل عائلتها بالعاصمة إسلام آباد، بعد ساعات فقط من احتفالها بعيد ميلادها السابع عشر.

الجاني هو عمر حياة (22 عاماً)، صانع محتوى من مدينة فيصل آباد شرق باكستان، فيما تظهر التحقيقات أنه كان مهووسا بسناء، وحاول مراراً إقامة علاقة معها، لكنها رفضته باستمرار، ما أشعره بـ”الإهانة” ودفعه للتخطيط للقتل.

أطلق عمر الرصاص على سناء  وسرق هاتفها قبل الفرار، حيث لاحظ شهود تجوله حول منزلها لساعات قبل الحادث.

مطاردة القاتل والكشف عن الدوافع

في مؤتمر صحفي عقده قائد شرطة إسلام آباد سيد علي ناصر رضوي يوم الثلاثاء 3 يونيو، أعلن عن توقيف المشتبه به خلال 30 ساعة فقط من الجريمة، وبحوزته سلاح الجريمة وهاتف الضحية.

وأكد أن الدافع هو رفض سناء المتكرر للارتباط به، حيث ذكر: “حاول التواصل معها مراراً وتكراراً، لكنها دأبت على رفضه”.

ندد رضوي بالجريمة ووصفها بـ”الوحشية”، مشيراً إلى أن الشرطة تعاملت بحزم لوقف انتشار الشائعات، خاصة تلك التي روجت لفكرة أن القتل كان بدافع “الشرف” 

سناء.. ضحية تحولت إلى أيقونة

قبل ساعات من مقتلها، نشرت سناء مقطع فيديو على حسابها تظهر فيه وهي تقطع كعكة عيد ميلادها بابتسامة مشرقة، ليتحول المقطع بعد وفاتها إلى رمز للحزن والغضب، حيث غمره متابعوها بتعليقات مثل: “ارقدي بسلام”، “العدالة لسناء”، “رفضت الارتباط فدفعت حياتها ثمناً” 

وتصدرت هاشتاجات التضامن بوسوم مثل #JusticeForSana و#سناء_يوسف منصات تيك توك وتويتر، مع مطالبات بتشديد العقوبات على جرائم “الملاحقة الإلكترونية” والتحرش.

وأثارت القضية جدلاً حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في باكستان، حيث تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن 80% من النساء تعرضن لمضايقات رقمية، فيما طالبت منظمات حقوقية شركات التواصل بتحسين آليات الإبلاغ عن المطاردين الإلكترونيين، خاصة للمشاهير المراهقين.

مستقبل القضية وتحديات العدالة

يواجه عمر حياة تهمة القتل العمد مع احتمال صدور حكم بالإعدام، لكن العائلة والمتابعين يطالبون بمحاكمة سريعة ونزيهة. كما أعلنت وزارة الداخلية الباكستانية تشكيل لجنة لدراسة سبل حماية المؤثرات من مخاطر التحرش الرقمي، وهو إجراء يرى مراقبون أنه جاء متأخراً.