«وفد إيراني أمريكي على طاولة واحدة».. هل تنجح دبلوماسية عمان في حل أزمة طهران النووية؟

«وفد إيراني أمريكي على طاولة واحدة».. هل تنجح دبلوماسية عمان في حل أزمة طهران النووية؟

تستضيف سلطنة عمان، اليوم السبت، مفاوضات غير مباشرة تجمع وفد ممثل عن إيران والولايات المتحدة على طاولة واحدة لإحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن طهران، وسط تفاؤل حذر حول نتائج هذه المباحثات التي سيترتب عليها مستقبل العلاقات بين الدولتين التي تشهد فتور في العلاقات منذ اندلاع الثورة الإسلامية في عام 1979. 

إحياء المفاوضات النووية الإيرانية 

اليوم، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى عمان، لبدأ رحلة المفاوضات “غير المباشرة” بين الدولتين. والتي جاءت بعد سلسلة من التصريحات النارية بينهما وغياب الثقة بين الدولتين، وسط تهديد متصاعد من الجانب الأمريكي بشكل خاص باللجوء إلى القوى العسكرية، وتأكيد إيراني من جهة إلى عدم الرضوخ لهذه التهديدات وشددت على حماية مصالحها. 

طهران منفتحة على الحوار مع واشنطن

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أكد إنه عرض مواقف طهران على نظيره العماني لينقلها إلى الجانب الأميركي.

وقال وزير الخارجية الإيراني: “هدفنا التوصل إلى اتفاق مشرّف ومنصف من موقع متكافئ”، مضيفا أنه “في حال دخل الطرف المقابل بروحية مماثلة فثمة فرصة للتوصل إلى تفاهم أولي يمكن أن يفتح الطريق أمام مسار تفاوضي شامل”.

كما أعرب الوزير الإيراني، عن حرص بلاده التوصل إلى اتفاق “عادل ومشرف”، مشيراً إلى أنه:”إذا جاء الطرف الآخر أيضا من نفس الموقف، ستكون هناك فرصة لتفاهم أولي يقود إلى مسار المفاوضات”. 

وسبق وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إفشال المفاوضات وقال إنه في حال لم تؤدي المباحثات مع إيران إلى نتائج إيجابية، فستكون في “خطر كبير”.

وأمس، قالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض: “الهدف النهائي هو ضمان عدم تمكن إيران من امتلاك سلاح نووي… جميع الخيارات مطروحة، وعلى إيران اتخاذ قرار: إما الموافقة على طلب الرئيس ترامب، وإلا فستدفع ثمنًا باهظًا”.

عراقجي دبلوماسي مخضرم

ويعد وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي يرأس الوفد الإيراني، أحد أكثر الدبلوماسيين الإيرانيين خبرة والذي شارك عن كثب في المفاوضات التي دعمت الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).

في المقابل، سيقود الفريق الأمريكي ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط. ويتكوف، وهو ملياردير ومطور فنادق، يحظى بثقة الرئيس ترامب، لكنه يفتقر إلى الخبرة في شؤون إيران أو ثقافة التفاوض المعقدة فيها في كثير من الأحيان. ومن الممكن أن تؤدي هذه الفجوة المعرفية إلى تفاقم الفجوة الواسعة بالفعل في التفاهم بين البلدين.

بالنسبة لإيران، فإن الهدف الأساسي لديها هو تخفيف سنوات من العقوبات الغربية التي تركت الاقتصاد يئن تحت وطأة الضغوط، مع الحفاظ على البرنامج النووي الذي تصر على أنه مخصص فقط لأغراض الطاقة السلمية.

في المقابل تهدف الولايات المتحدة الأمريكية إلى إجبار طهران التخلي عن حلم الانضمام إلى نادي التسليح النووي، إلى جانب وقف دعمها لوكلائها في المنطقة حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وهو مطلب من الصعب أن توافق عليه طهران. 

كما كشفت تقارير أجنبية أن واشنطن ستقدم ضمانات لطهران بشأن عدم سعيها إلى تغيير النظام، وفي تصريحات أدلى بها لصحيفة وول ستريت جورنال عشية المحادثات، أشار ويتكوف إلى مرونة في الموقف الأميركي ، حيث حدد “الخط الأحمر” الذي تبنته واشنطن بأنه “التسليح”.

وقال:” أعتقد أن موقفنا يبدأ بتفكيك برنامجكم. هذا هو موقفنا اليوم”. 

وكتب عراقجي في مقالٍ بصحيفة واشنطن بوست هذا الأسبوع قائلاً: “إيران في وضعٍ اقتصاديٍّ مُزرٍ، في ظلِّ العقوبات الاقتصادية الأمريكية واستمرار تدهور عملتها. إنها بحاجةٍ ماسةٍ إلى الاستثمار الأجنبي لتحديث بنيتها التحتية”.

وأضاف:”إن ترامب، بطريقة ما، يقدم فرصة لإيران من حيث أنها تنظر إلى أي اتفاق يمكن أن يتوصل إليه على أنه أكثر ديمومة، ربما، إذا تمكنت من إقناعه بالموافقة على شيء ما.”

ويرأس الوفد الإيراني في هذه المحادثات التي تعقد اليوم في مسقط  عباس عراقجي، مع نوابه مجيد تخت روانجي، مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، وكاظم غريب آبادي، مساعد وزير الخارجية للشؤون الدولية والقانونية، وإسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية.