الأمم المتحدة: أكثر من 1.4 مليون سوري عادوا إلى ديارهم منذ ديسمبر

أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن أكثر من 1.4 مليون سوري عادوا إلى ديارهم منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، مشيرة إلى أن هذه العودة تشمل 400 ألف لاجئ عادوا من دول الجوار، بالإضافة إلى أكثر من مليون نازح داخلي أعادهم الاستقرار الجزئي في بعض المناطق داخل البلاد.
ويعد هذا الرقم هو الأكبر منذ اندلاع النزاع السوري قبل أكثر من 13 عامًا، ويُظهر – بحسب المفوضية – مؤشراً أوليًا على تغيّر ميداني وسياسي دفع الكثير من السوريين إلى محاولة إعادة بناء حياتهم بعد سنوات من التشريد.
تحديات ضخمة: 90% من السوريين بحاجة إلى مساعدات إنسانية
ورغم هذا التطور الإيجابي، حذرت المفوضية في تقرير حديث من أن هذه العودة قد لا تستمر في ظل شح التمويل اللازم لتأمين الحد الأدنى من احتياجات العائدين.
وأشار التقرير إلى أن 90% من السكان داخل سوريا – أي ما يقرب من 16.7 مليون شخص – لا يزالون بحاجة إلى شكل من أشكال الدعم الإنساني، في وقت يستمر فيه النزوح الداخلي لما يزيد عن 7.4 مليون سوري.
خطة عودة طموحة… وتمويل شبه معدوم
أطلقت المفوضية بداية العام الحالي إطارًا عملياتيًا طموحًا يهدف إلى مساعدة 1.5 مليون لاجئ ومليوني نازح داخلي على العودة إلى ديارهم خلال عام 2025. لكن حتى اللحظة، لم يتم التعهد سوى بمبلغ 71 مليون دولار من أصل 575 مليون دولار هي الكلفة المطلوبة للبرامج الإنسانية الأساسية داخل سوريا.
وتؤكد المفوضية أن استمرار الفجوة التمويلية بهذا الشكل سيقوّض القدرة على تقديم الدعم الأساسي للعائدين، ما قد يدفع بعضهم إلى مغادرة مناطقهم مجددًا، أو العيش في ظروف لا تليق بالكرامة الإنسانية.
رسالة مفتوحة للمجتمع الدولي: دعم العودة مسؤولية جماعية
حثّت المفوضية المجتمع الدولي، وخاصة الدول المانحة، على التحرك السريع لتوفير التمويل اللازم، مؤكدة أن العودة الآمنة والكريمة لا تقتصر على وقف القتال، بل تتطلب ضمانات للبنية التحتية، والصحة، والتعليم، وسُبل العيش.
وشددت على أن النجاح في استقرار العائدين في مناطقهم يشكل خطوة حاسمة نحو إنهاء أزمة اللجوء والنزوح التي أرهقت دول الجوار والمنطقة بأسرها لعقد ونيف.