مهمة رمزية لفك الحصار.. سفينة الحرية تقترب من غزة في ظل تهديدات إسرائيلية بالتصدي لها

مهمة رمزية لفك الحصار.. سفينة الحرية تقترب من غزة في ظل تهديدات إسرائيلية بالتصدي لها

تقترب سفينة الحرية التي تحمل نشطاء دوليين مناهضين للحرب، من سواحل قطاع غزة، في محاولة رمزية لكسر الحصار الإسرائيلي البحري المفروض على القطاع منذ سنوات. 
وتقلّ السفينة عدداً من الشخصيات المعروفة، بينهم الناشطة السويدية في المناخ غريتا ثونبرغ، والنائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن.

إبحار متحدٍ وتهديد رسمي إسرائيلي

انطلقت اسفينة الحرية المعروفة باسم مادلين من صقلية في 6 يونيو، وهي الآن على بعد نحو 160 ميلاً بحرياً من غزة. 
وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أعلن أنه أصدر أوامر للجيش الإسرائيلي باعتراض سفينة الحرية ومنعها من الوصول إلى القطاع، قائلاً بوضوح: “لن نسمح لأحد بكسر الحصار البحري”.

وردت النائبة ريما حسن برسالة حاسمة: “لن نعود أدراجنا”.

سفينة الحرية.. مساعدات رمزية ورسالة سياسية

تحمل سفينة الحرية كميات رمزية من المساعدات، تشمل أرزاً وحليباً للأطفال، وفق ما صرحت به هاي شا ويا، مسؤولة الإعلام في تحالف أسطول الحرية الذي ينظم الرحلة.

ورغم بساطة الحمولة، ترى المنظمة أن الرحلة تحمل بُعداً سياسياً وإنسانياً يعيد تسليط الضوء على معاناة سكان غزة تحت الحصار.

خلفية تاريخية محفوفة بالمخاطر

التحركات الدولية لكسر الحصار ليست جديدة، إذ تعود الذاكرة إلى عام 2010 حين قتلت القوات الإسرائيلية 10 نشطاء خلال اقتحام سفينة “مافي مرمرة” التركية في عرض البحر. الآن، تتكرر المحاولة في ظل تصعيد غير مسبوق تشنه إسرائيل على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.

ثونبرغ: لا للعدوان ولا للصمت

قالت غريتا ثونبرغ إنها انضمت للرحلة لتحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني والجرائم التي ترتكب بحق المدنيين في غزة، مؤكدة أن الهدف إنساني بحت، وتسعى من خلاله للفت الأنظار إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

كارثة إنسانية في غزة

منذ بدء الحرب في أكتوبر، قتلت إسرائيل أكثر من 54 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، ودمّرت البنية التحتية للقطاع بالكامل تقريباً. 
ومنذ مارس، تفرض إسرائيل حصاراً مطبقاً على إدخال الغذاء والماء والدواء، ما دفع الأمم المتحدة للتحذير من أن 2.3 مليون فلسطيني في غزة مهددون بالمجاعة.

المواجهة تلوح في الأفق

في ظل إصرار النشطاء على استكمال الرحلة، وتهديد إسرائيل باعتراض سفينة الحرية، تترقب الأوساط الدولية ما إذا كانت الساعات المقبلة ستشهد مواجهة جديدة في عرض البحر، أو ستنجح هذه المحاولة الرمزية في تحريك الضمير العالمي نحو أزمة إنسانية أصبحت أكثر مأساوية من أي وقت مضى.