ياسر حمدي يتحدث عن: الرئيس عبدالفتاح السيسي و«مصر المتألقة»

قال تعالى في كتابه العزيز: {وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة}، نداء إلهي لباه الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية، فقد غير نظام التسليح في الجيش المصري، فبعد أن كانت تعتمد مصر على النظام الأمريكي في شراء معدات القوات المسلحة، وكنا تحت رحمتها في إعطاء المعونة، والتهديد بقطعها! أصبحنا قوة عالمية لها ترتيب متقدم وسط الكبار، وتخشاها دولة الإحتلال الإسرائيلي وداعمتها الكبرى «أمريكا».
كسر الرئيس عبدالفتاح السيسي القواعد الأمريكية التي كانت تحظر على مصر تنويع مصادر السلاح، وتوجه للشرق والغرب وسلح الجيش بأحدث النظم العالمية التي أضفت على قواتنا المسلحة قوة عسكرية رادعة لأي خطر، وقادرة على حماية الوطن في البر والبحر والجو، لقد كان الرئيس على علم بما يحاك بنا من مؤامرات، وعمل على كافة الإتجاهات من أجل حماية مصر من كل المخاطر ونسف كل المخططات والمؤامرات الخارجية والداخلية التي تهدد أمن وإستقرار هذا الوطن.
الرئيس كان يردد كل يوم في طابور الصباح في المدرسة «أنتِ غايتي والمراد» وكان يشدوا بها من أعماق قلبه في طابور الصباح في الكلية الحربية، وكان يهتف مع زملائه كل يوم «بلادي بلادي بلادي ..لكي حبي وفؤادي»، وظل يردد هذا النشيد الوطني صباح كل يوم حتى أصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية.
وأكدت الأيام الأخيرة أن مصر هي الغاية والمراد لعبدالفتاح السيسي، ولصدق مشاعره تجاه وطنه، ورغم الصعاب والأزمات التي تلقى بظلالها في كل بيت مصري، فإن الشعب كله يتفق على أن أمن وسلامة مصر هو الغاية والمراد، والجيش المصري الذي هو من نبت هذه الأرض الطيبة، يقف شامخًا أمام أي محاولات للنيل من تراب الوطن، بفضل قوته ومعداته الحديثة، والتكنولوجيا الجديدة التي دخلت مصانعه، وأصبح لهذا الشعب درعًا وسيف.
كلنا نتفق أن ما يحدث من هذا العدو الصهيوني جريمة، لا يمكن السكوت عنها، وهي تلامس عروبتنا، وقضيتنا الكبرى التي خاضت فيها مصر حروبًا دروس، أعادتها إلى الوراء عشرات السنين، وفقدت فيها آلاف الشهداء، وضحت فيها بالمال والدماء الذكية من أبناء الوطن الغالي، فالقاهرة أول من لبت النداء، لكن هذه المرة الهدف هو مصر المحروسة، والخطة باتت معلنه واعترفوا بها، ويضغطون بارتكاب كل الجرائم الدموية البشرية بمساندة الغرب للعمل على تنفيذها.
قناة بن جوريون كانت هدفًا، وكسر قوة مصر التي تعتبر عمود الخيمة للأمة العربية هو الهدف الأكبر، الحكاية وما فيها، إن أم الدنيا الآن ليست كالماضي، فلدينا قيادة سياسية حكيمة تتعامل بإستراتيجية، وخطوات مدروسة للحفاظ على مقدرات الوطن واستقراره، نلبي النداء لأشقائنا في فلسطين، بكل أنواع الدعم المستتر والمعلن، لأن هذا واجب وعقيدة لدى مصر الأم طوال عهدها، فقد كنا في الصفوف الأولى في حرب تحرير فلسطين عام ١٩٤٨، وضحينا بخير أجنادنا، والخيانة منعتنا من دخول تل أبيب.
لقد مضى عهد العنتريات، وزمن فرد العضلات، والشعارات الحنجورية على طريقة «سنضربهم بالشوم»، وبسبب القرارات الخاطئة للقيادة ضاعت سيناء في عام ١٩٦٨، وفقدنا أكثر من ١٠٠ ألف جندي وضابط من خير أجناد الأرض، وتم تدمير طائراتنا والمطارات الحربية، وتعلمنا من الدرس، وبدأ الرئيس جمال عبدالناصر في إعادة بناء الجيش، واستكمل القائد أنور السادات الذي إستطاع بالإعداد، والتخطيط، والتسليح، والتدريب، وتنفيذ «وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة» أن يحرر الأرض، ولقن إسرائيل درسًا لا يستطيعون نسيانه حتى اليوم.
اطمئنوا، لدينا قيادة سياسية حكيمة استطاعت أن تكشف وتدرس خططهم منذ سنوات، وقامت في سنوات وجيزة بتحقيق معجزة في تطوير وتسليح الجيش المصري، كإستراتيجية لها الأولوية، حتى لا يستطيع أحد أن يلوي ذراع مصر، في وقت لا يعترف فيه العالم إلا بالدولة القوية، ولو كانت الدول العربية لبت مقترح الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر شرم الشيخ ودعمته منذ سنوات لتكوين قوة عربية موحدة تكون نواة لجيش عربي موحد، ما آلت الأوضاع إلى هذه الصورة.
اطمئنوا لن تترك مصر قضية فلسطين، وستقف أمام مخططهم في التهجير وتصفية القضية، ومصر الآن تكشف مخططاتهم الخبيثة أمام العالم، ولكن بحكمة الدولة القوية التي تدير صراعًا يستهدفها في المقام الأول، لمحاولة زعزعة استقرارها، الشعب المصري كله تيقن للمؤامرة، ويؤيد القيادة السياسية والقوات المسلحة الباسلة في كل خطواتها، ولن يترك هذا الشعب العظيم أهلنا في غزة، وسيواصل دعمهم بكل السبل، لإفشال مخطط إسرائيل في إنهاء القضية وتصفيتها، وأحلامها للهيمنة على فلسطين.
إن القناع الذي ترتديه دولة الإحتلال الإسرائيلي، ودور الضحية المجني عليها الذي تلعبه منذ موقعة ٧ أكتوبر، سيتم كشفه أمام العالم بأثره، وضربها للمستشفيات، وجرائمها ضد الأطفال والنساء والنازحين، وحرب الإبادة البشرية التي تشنها على قطاع غزة ستكون بداية نهايتها، وستبقى مشاهد الشهداء من النساء والأطفال دليلًا على دموية مغتصبي الأرض، وتتار هذا العصر!!
وأخيراً.. العالم يرى، وشعوب الدنيا كلها وكل الأحرار على وجه الأرض يشاهدون جرائم إسرائيل، ودعم أمريكا المطلق والمكشوف بقرار «الڤيتو» الأخير في مجلس الأمن، وفي كل مرة يسعى لها المجلس لإتخاذ قرار بالوقف الفوري للحرب في غزة، فالعالم كله أصبح متيقن أن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة أولى في قتل الأطفال والنساء في غزة وداعمه لهذه العصابة الصهيو أمريكية.
ولكن لكم أن تطمأنوا، فإرادة الله أقوى، وفي النهاية حتماً ستنتصر المقاومة، وسيتحرر الأقصى، وعلى الدول العربية أن تبدأ فقط في كسر هذه الهوة الكبيرة التي تفصلها عن القضية الفلسطينية التي تقف فيها مصر بكل قوة من كافة الأوجه الإستراتيجية وعلى جميع المحاور الدبلوماسية لتقول «لا» لأكبر دولة في العالم تحمي إسرائيل.
فلابد أن يتحرك الوطن العربي بقوة، وأن تقف الدول العربية موقفًا موحداً تجاه هذه الغطرسة، والبعد عن التحالفات المستترة، وإتخاذ قرارات حاسمة أمام العالم بوقف فوري لإطلاق النار، وإنقاذ هؤلاء العزل، وتحرير فلسطين من اليهود الصهاينة، وستسلم مصر رغم الأعادي، وستبقى في خاطري دومًا، أنتي غايتي والمراد، وسأظل أرددها من أعماق قلبي كما كان يرددها الرئيس في طابور الصباح.. بلادي، بلادي، بلادي، لكي حبي وفؤادي.