لوس أنجلوس تشتعل وترامب يتعهد باستعادتها في ظل تزايد التوترات

لوس أنجلوس تشتعل وترامب يتعهد باستعادتها في ظل تزايد التوترات

تشهد مدينة لوس أنجلوس الأمريكية تصاعدًا دراماتيكيًا في التوترات، حيث اندلعت احتجاجات واسعة النطاق منذ السادس من يونيو 2025، اعتراضًا على سياسات الهجرة الصارمة التي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترامب. 
تحولت هذه الاحتجاجات إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، مما دفع الرئيس ترامب إلى اتخاذ إجراءات صارمة، بما في ذلك نشر آلاف من قوات الحرس الوطني ومشاة البحرية في المدينة.

ترامب: لوس أنجلوس تحترق وسنحررها قريبًا

في خطاب ألقاه من قاعدة فورت براج العسكرية، وصف الرئيس ترامب الوضع في لوس أنجلوس بأنه تمرد، مؤكدًا أن المدينة تحترق وأنه سيتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتحريرها من الغزو الأجنبي، في إشارة إلى المهاجرين غير الشرعيين.

وأشار ترامب إلى أن المتظاهرين استخدموا أسلحة خطرة واعتدوا على الجنود، مؤكدًا أن الحدود المفتوحة هي السبب الرئيسي في هذه الأحداث.

نشر القوات الفيدرالية: خطوة مثيرة للجدل

أمر الرئيس ترامب بنشر أكثر من 4,000 جندي من الحرس الوطني و700 من مشاة البحرية في لوس أنجلوس، في محاولة للسيطرة على الاحتجاجات. 
قوبلت هذه الخطوة بانتقادات حادة من قبل حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، وعمدة لوس أنجلوس، كارين باس، اللذين اعتبرا أن نشر القوات الفيدرالية يعد تجاوزًا للسلطات المحلية وتصعيدًا غير مبرر للأزمة.

الاحتجاجات تتحول إلى مواجهات عنيفة

تحولت الاحتجاجات السلمية إلى مواجهات عنيفة، حيث شهدت المدينة أعمال شغب ونهب وتخريب.

تم تقييد المتظاهرين بالأصفاد البلاستيكية ونقلهم بالحافلات، كما تم استخدام القنابل الصوتية والرصاص المطاطي لتفريق الحشود. تعرضت متاجر مثل “آبل” و”أديداس” للنهب، وتم تخريب مبانٍ حكومية ومتاحف.

الصحافة تحت النار: اعتقالات واعتداءات

تعرض الصحفيون لتضييق كبير خلال تغطيتهم للاحتجاجات. 
تم اعتقال مراسل شبكة CNN، جيسون كارول، على الهواء مباشرة أثناء تغطيته للأحداث، رغم تعريفه بنفسه كصحفي. 
كما تم احتجاز اثنين من أفراد طاقم الأمن المرافق له، وتعرضت مركبة تابعة لشبكة “تيليموندو” للتخريب.

ردود فعل سياسية وقانونية

أعلنت ولاية كاليفورنيا عزمها مقاضاة الحكومة الفيدرالية بسبب نشر القوات في لوس أنجلوس، معتبرة أن ذلك يمثل انتهاكًا للتعديل العاشر من الدستور الأمريكي. 
من جانبه، وصف الرئيس ترامب المتظاهرين بـ”المتمردين”، ملمحًا إلى إمكانية تطبيق قانون التمرد لعام 1807، مما أثار مخاوف من تصعيد أكبر للأزمة.

مستقبل غامض للمدينة

بينما تستمر المواجهات في شوارع لوس أنجلوس، يبقى مستقبل المدينة غامضًا في ظل تصاعد التوترات بين الحكومة الفيدرالية والسلطات المحلية. 
تتجه الأنظار إلى الأيام القادمة لمعرفة ما إذا كانت هذه الأزمة ستؤدي إلى تغييرات جذرية في سياسات الهجرة أو إلى مزيد من الانقسام داخل المجتمع الأمريكي واحتمالية عزل الرئيس دونالد ترامب.