ارتفاع خام برنت إلى 67.16 دولار وWTI يصل إلى 65.42 دولار بفعل التفاؤل بشأن هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين

شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مدفوعة بأجواء التفاؤل التي تسود الأسواق بشأن مسار المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
هذا التقدم في الحوار بين أكبر اقتصادين في العالم عزز توقعات المستثمرين بإمكانية التوصل إلى تهدئة قد تنعكس إيجاباً على آفاق الاقتصاد العالمي، وبالتالي على مستويات الطلب على الطاقة.
الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط فقد ارتفع بمقدار 13 سنتاً
وسجل خام برنت ارتفاعاً بمقدار 12 سنتاً، ليصل إلى 67.16 دولاراً للبرميل، بعد أن بلغ في جلسة أمس الاثنين 67.19 دولاراً، وهو أعلى مستوى له منذ أواخر أبريل الماضي، أما الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط فقد ارتفع بدوره بمقدار 13 سنتاً، ليبلغ 65.42 دولاراً، بعدما لامس في وقت سابق أعلى مستوياته منذ الرابع من أبريل.
الارتفاع في الأسعار يأتي في ظل تصريحات مشجعة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد أن المفاوضات الجارية في لندن مع الجانب الصيني تسير بشكل جيد، مضيفاً أنه يتلقى “تقارير إيجابية فقط” من فريقه المفاوض.
التوصل إلى اتفاق تجاري بات أقرب من أي وقت مضى
و هذه التصريحات أطلقت موجة من التوقعات بأن التوصل إلى اتفاق تجاري بات أقرب من أي وقت مضى، وهو ما يُنظر إليه كعامل محفز لتعافي الطلب العالمي على النفط.
غير أن مشهد السوق لا يخلو من التحديات، في مقدمتها الملف النووي الإيراني الذي لا يزال يمثل نقطة توتر على الساحة الجيوسياسية، فقد أعلنت طهران نيتها تقديم رد على المقترح الأمريكي، الذي وصفته بـ”غير المقبول”، بينما لا يزال الخلاف قائماً حول مسألة تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية.
ويكتسب هذا الملف أهمية خاصة نظراً لكون إيران ثالث أكبر منتج في منظمة أوبك، وأي تخفيف للعقوبات قد يفضي إلى ضخ كميات إضافية من الخام في السوق.
من جهة أخرى، أشار مسح أجرته وكالة رويترز إلى أن إنتاج منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” قد سجل زيادة خلال شهر مايو، وإن كانت محدودة، نتيجة التزام بعض الدول بتخفيضات سابقة.
خفض إنتاجه للتعويض عن زيادات سابقة
والعراق، على سبيل المثال، خفض إنتاجه للتعويض عن زيادات سابقة، فيما لم تقدم السعودية والإمارات على ضخ كامل الكميات المسموح بها.
أما تحالف “أوبك+”، الذي يضم إلى جانب أوبك عدداً من الدول المنتجة الكبرى مثل روسيا، فيواصل مساعيه لإنهاء المرحلة الأخيرة من اتفاق خفض الإنتاج، بما يعزز من مرونة السوق في مواجهة أي ضغوط مستقبلية.
وبين تفاؤل المستثمرين بشأن مسار التهدئة التجارية، والمخاوف المتعلقة بالإمدادات الجيوسياسية، تبقى أسعار النفط رهينة مزيج معقد من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تترقب الأسواق نتائجها في قادم الأيام.