مصر تسعى لزيادة الربط الكهربائي مع الأردن: خطوة هامة نحو شبكة طاقة إقليمية موحدة

مصر تسعى لزيادة الربط الكهربائي مع الأردن: خطوة هامة نحو شبكة طاقة إقليمية موحدة

في مشهد إقليمي يتغير بوتيرة متسارعة، تتحرك مصر بخطى واثقة نحو تعزيز موقعها كمحور رئيسي في منظومة الطاقة العربية، حيث تستعد لإطلاق مناقصة دولية لاختيار استشاري عالمي يتولى مهمة إعادة تصميم وتوسعة خط الربط الكهربائي مع الأردن، ليصل إلى أربعة أضعاف قدرته الحالية. 

رفع القدرة التبادلية بين مصر والأردن

هذا المشروع الطموح لا يمثل مجرد تحديث تقني، بل يعكس تحولاً في الرؤية المصرية نحو التكامل الطاقي الشامل مع دول الجوار.

المخطط الجديد يسعى إلى رفع القدرة التبادلية بين مصر والأردن من 500 ميغاواط إلى 2000 ميغاواط، أي بزيادة 300%، عبر تنفيذ المشروع على مرحلتين متتاليتين. 

والكابل البحري القائم حالياً، والذي تم تركيبه في عام 1999 بجهد 400 كيلوفولت، سيكون محور التحول القادم، بعد خضوعه لدراسات هندسية وفنية شاملة سيجريها الاستشاري الدولي الذي سيتم التعاقد معه.

حجر زاوية في استراتيجية أوسع تستهدف تعزيز أمن الطاقة والتكامل الاقتصادي 

المناقصة، التي يُتوقع طرحها في النصف الثاني من عام 2025، ستكون بالتنسيق الكامل مع الحكومة الأردنية، وتأتي كجزء من مشروع الربط الكهربائي الثماني، الذي يربط بين ثماني دول عربية وإقليمية، هي، مصر، والأردن، والعراق، ولبنان، وسوريا، وليبيا، وتركيا، وفلسطين. وتُعَد هذه المبادرة حجر زاوية في استراتيجية أوسع تستهدف تعزيز أمن الطاقة والتكامل الاقتصادي في المنطقة.

نهجاً متكاملاً لربط الشبكات الإقليمية وتحقيق فائض طاقة قابل للتصدير

وفي موازاة هذا المشروع، تمضي مصر في تنفيذ أحد أكبر مشروعات الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية، بقدرة إجمالية تصل إلى 3000 ميغاواط، حيث من المتوقع أن تدخل المرحلة الأولى الخدمة بقدرة 1500 ميغاواط في صيف 2025، مما يعكس نهجاً متكاملاً لربط الشبكات الإقليمية وتحقيق فائض طاقة قابل للتصدير.

مصر ترسّخ مكانتها كمركز إقليمي للطاقة

تمثل خطوة مصر نحو مضاعفة الربط الكهربائي مع الأردن امتدادًا لرؤيتها الاستراتيجية في ترسيخ دورها كمحور رئيسي لشبكات الطاقة العابرة للحدود.

فمع تصاعد الحاجة إلى التكامل الطاقي وتبادل الفوائض، تؤكد القاهرة أنها لا تكتفي بتأمين احتياجاتها الداخلية، بل تتطلع لأن تكون لاعبًا إقليميًا مؤثرًا في سوق الكهرباء العربي، مما يعزز من فرص التنمية، ويعكس مكانتها المتنامية في معادلة الطاقة الدولية.