تركيا تؤكد رفضها للصدام في سوريا وتطالب باحترام السيادة

أكد وزير الخارجية التركي أن تركيا لا ترغب في الدخول بأي مواجهات أو اشتباكات مع أي طرف داخل الأراضي السورية، مشددًا على أن الوجود العسكري التركي في سوريا مرتبط بضمان أمن الحدود ومحاربة التهديدات الإرهابية، وليس لمواجهة دول بعينها.
كما أوضح وزير خارجية تركيا أن المحادثات الفنية الجارية مع الجانب الإسرائيلي تأتي في إطار الحرص على تجنب سوء الفهم أو التصادم غير المقصود، خصوصًا في ظل تعقيدات المشهد السوري وتعدد الجهات الفاعلة فيه، وهو ما يتطلب تنسيقًا مستمرًا لتفادي التصعيد.
زيارة مرتقبة لأردوغان إلى دمشق
وفي خطوة مفاجئة، كشف فيدان عن نية رئيس تركيا رجب طيب أردوغان زيارة سوريا قريبًا، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ حاليًا لتحديد الموعد المناسب بالتنسيق مع الجانب السوري.
وتأتي هذه الزيارة في ظل رغبة تركية واضحة لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع دمشق، وتعزيز جهود الحل السياسي في سوريا.
مشاركة سورية لافتة في منتدى أنطاليا
وشهد منتدى أنطاليا الدبلوماسي حضورًا رسميًا سوريًا، تمثل في مشاركة نائب الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي أكد خلال كلمته على أهمية الحوار والدبلوماسية كطريق لحل الأزمات.
كما شدد على ضرورة احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية، معتبرًا أن المنتدى شكّل فرصة ثمينة لتبادل الرؤى حول أبرز التحديات الإقليمية والدولية.
دعوات تركية لوقف المجازر في غزة
وفيما يتعلق بالتصعيد في قطاع غزة، أعاد وزير خارجية تركيا التأكيد على موقف بلاده الداعم لوقف فوري لإطلاق النار، منتقدًا بشدة ما وصفه بـ”المجازر الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين.
وطالب فيدان المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الانتهاكات وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مشددًا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة.
سياسة تركية حذرة في محيط متقلب
تأتي تصريحات الوزير فيدان ومواقف أنقرة في إطار سياسة خارجية تركية تتسم بالحذر والانفتاح في آنٍ معًا، حيث تحاول تركيا التوازن بين المصالح الأمنية القومية والعلاقات الإقليمية والدولية، مع مواصلة دورها كوسيط دبلوماسي فاعل في ملفات الشرق الأوسط المعقدة. والسؤال المطروح الآن: هل تنجح تركيا في جمع أطراف النزاع السوري على طاولة الحوار؟