فضيحة احتيال بقيمة 100 مليون ليرة تركية تهز العاصمة أنقرة.. والبحث مستمر عن المحتال.

فضيحة احتيال بقيمة 100 مليون ليرة تركية تهز العاصمة أنقرة.. والبحث مستمر عن المحتال.

فرّ صائغ في العاصمة التركية أنقرة بعد أن جمع ما يقرب من 100 مليون ليرة تركية من عشرات المواطنين بحجة بيع أو تصليح الذهب، ما تسبب في صدمة واسعة بين السكان المحليين الذين وثقوا به على مدار سنوات.

الصائغ المعروف بالأحرف الأولى “أ.د.” كان يدير محله في حي إسرتبه منذ 27 عامًا، وقد كسب ثقة الناس على مدى سنوات طويلة من العمل. لكنه خلال الأشهر الأخيرة، بدأ في جمع الأموال والذهب من الزبائن بحجج مختلفة، منها وعده بتسليم الذهب في وقت لاحق، أو تحويله إلى مجوهرات مخصصة، أو شرائه بغرض الاستثمار. وبحسب الضحايا، كان يوهمهم بأن الذهب المطلوب غير متوفر في الوقت الحالي وسيتم تسليمه لاحقًا.

احتيال منظم وممنهج
وبحسب الشهادات، كان الصائغ يتعامل مع الزبائن بشكل اعتيادي، حيث كان يعرض عليهم تسليم الذهب أو المبالغ لاحقًا، مستغلًا علاقاته السابقة معهم وثقتهم به. وعلى مدى أشهر، واصل مماطلة عشرات الأشخاص، إلى أن اختفى بشكل مفاجئ.

وقالت مُنى أوزدامير، إحدى الضحايا، إنها جاءت إلى المحل قبل ثلاثة أسابيع وباعت 113 غرامًا من الذهب مقابل 260 ألف ليرة، ثم قبلت عرضًا من الصائغ بشراء أساور جديدة بقيمة الذهب المتبقي، لكنها لم تستلم شيئًا. وأضافت:

“عندما شكوت له ما سمعته من الآخرين، قال لي: ‘ألا تعرفينني؟ بيننا علاقة وثقة’.”
وفي اليوم التالي، عادت إلى المحل وطلبت الأساور، لكنه أخبرها بأنها لا تناسبها، ووعدها بتسليم المجوهرات لاحقًا. إلا أنها، وعندما عادت في الموعد المحدد، اكتشفت أنه فرّ من المنطقة وأفرغ المحل بالكامل، مؤكدة أن خسارتها بلغت 190 ألف ليرة، ولا يمكنها التواصل معه.

أكثر من 100 شكوى رسمية
وقال جاغلار كوتشك ايدوغان، وهو أحد الضحايا أيضًا، إن الادعاءات بأن الزبائن سلّموا الذهب بغرض تحقيق أرباح ليست صحيحة، مؤكدًا أن التعامل كان تقليديًا وبدون أي نية استثمارية. وأضاف:

“كنا نشتري الذهب أو نصلحه أو نتركه كأمانة. لكنه مؤخرًا بدأ يأخذ أموالًا وذهبًا من الناس دون أن يعيدها. هناك الكثير من المتضررين.”
وأشار كوتشك ايدوغان إلى أن الصائغ باع جميع ممتلكاته، بما في ذلك منزليه ومحله الذي قيل إنه باعه بـ7 ملايين ليرة، وتوجه إلى مدينة توكات، بحسب ما ذكره شهود. وقد بلغت خسارته الشخصية 500 ألف ليرة، مؤكدًا أن هناك أكثر من 100 شكوى تم تقديمها ضده في مركز الشرطة.

السلطات تتحرك
بعد اختفاء الصائغ، تجمع عشرات الضحايا أمام محله المغلق في انقرة، للتعبير عن غضبهم والمطالبة بتدخل السلطات. ويُعتقد أن عدد الضحايا يتجاوز 60 شخصًا، فيما قدّرت القيمة الإجمالية للأموال التي جمعها الصائغ بنحو 100 مليون ليرة تركية.

ويطالب الضحايا الجهات الرسمية بسرعة القبض عليه ومحاسبته، داعين إلى حماية المواطنين من مثل هذه العمليات الاحتيالية التي تستغل الثقة الاجتماعية لتحقيق مكاسب غير مشروعة.