كيف تحول أردوغان إلى “زعيم عالمي”؟

كيف تحول أردوغان إلى “زعيم عالمي”؟

نشر الكاتب المتخصص في السياسة الخارجية والأمن القومي بمجلة نيوزويك، توم أوكونور، مقالًا تحليليًا تحت عنوان “كيف أصبح أردوغان، رئيس تركيا، واحدًا من أقوى الرجال في العالم وحليفًا لترامب؟”، استعرض فيه التحول التدريجي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى فاعل دولي مؤثر، وعلاقته الوطيدة بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

أردوغان.. حليف ترامب الإقليمي الأقوى

أشار المقال إلى أن الرئيس ترامب، الذي كان يبحث عن حلفاء دوليين بعد وصوله إلى البيت الأبيض، وجد في أردوغان شخصية قوية وذات نفوذ في منطقة الشرق الأوسط، حيث لعب دورًا حاسمًا في ملفات أمنية حساسة، أبرزها مكافحة حزب العمال الكردستاني.

كما لفت المقال إلى جهود أردوغان في إقناع ترامب بلقاء الرئيس السوري السابق أحمد الشرع، ورفع العقوبات عن سوريا، مما يدل على تأثيره المباشر على قرارات واشنطن خلال تلك الفترة.

وساطة دبلوماسية بين موسكو وكييف

واعتبرت نيوزويك أن استضافة أنقرة لمفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وتوسط أردوغان في اتفاق الحبوب في البحر الأسود عام 2022، دليل على أن تركيا باتت الدولة الوحيدة التي استطاعت جمع طرفي أكبر صراع دموي في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

تشاغري إرهان: أربعة أسباب وراء نفوذ أردوغان العالمي

أدرج المقال تحليلات السفير والمستشار السياسي التركي البارز، البروفيسور الدكتور تشاغري إرهان، الذي أرجع صعود أردوغان العالمي إلى أربعة عوامل رئيسية:

الخبرة الطويلة: قيادة دولة عضو في الناتو وضمن أقوى 20 اقتصادًا عالميًا لأكثر من عقدين.

الحضور الدائم: تواصله المباشر مع القادة العالميين وصناع القرار.

الوفاء بالوعود: تمسكه بالموثوقية في التعامل مع الحلفاء، حتى بين خصوم تركيا.

رؤية عادلة للعالم: دعوته لإصلاح النظام الدولي وفق شعار “العالم أكبر من خمسة”.

وقال إرهان إن “السيد ترامب يدرك كل هذه الخصائص التي تجعل من أردوغان زعيمًا عالميًا فريدًا”.

إشادة من ترامب وأوساط واشنطن

أشار المقال إلى تصريحات ترامب في لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث قال عن أردوغان: “أنا معجب به، وهو معجب بي. أعتقد أنني قادر على حل أي مشكلة لديكم مع تركيا، طالما أنكم عقلانيون”.

التغيرات الجيوسياسية وصعود تركيا

من جهته، أكد السفير الأميركي السابق لدى أنقرة، جيمس جيفري، أن بروز تركيا كلاعب محوري بدأ مع تراجع الهيمنة الأميركية الأحادية، وصعود قوى جديدة كالصين وروسيا. وقال إن “دولًا إقليمية مثل تركيا أصبحت أكثر أهمية بكثير منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين”.

تركيا.. قوة استراتيجية صاعدة

أما العقيد الأميركي المتقاعد ريتش أوتزن، فأكد أن التحول الجيوسياسي لتركيا يُعد من “أهم التطورات الاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين”، مشيرًا إلى تحرر الاقتصاد التركي، وتطور الصناعات الدفاعية، والقدرات الاستخباراتية والدبلوماسية.

بدوره، شدد مدير مركز أبحاث EDAM في إسطنبول، سنان أولجن، على أن تغير الإدارة الأميركية أتاح فرصًا لتعاون تركي أميركي أوثق، خاصة في ملفات حساسة مثل سوريا وأوكرانيا، موضحًا أن “واشنطن ترى في دعم أنقرة مفتاحًا لحل أزمات المنطقة”.