الأمم المتحدة تنبه: سوريا تواجه صعوبات هيكلية كبيرة رغم تخفيف العقوبات الدولية.

الأمم المتحدة تحذر: سوريا تواجه تحديات هيكلية كبيرة رغم رفع العقوبات الدولية
في تقرير حديث، حذرت الأمم المتحدة من أن سوريا ما تزال تواجه تحديات هيكلية كبيرة رغم الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لرفع العقوبات عنها. جاء ذلك على لسان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، جير أو. بيدرسن، الذي أكد استمرار مراقبة رفع العقوبات ودعمها، لكنه أشار إلى أن الطريق أمام سوريا ما زال مليئًا بالعقبات.
رفع العقوبات على سوريا.. خطوة مهمة في ظل تحديات اقتصادية كبرى
شهدت الأسابيع الأخيرة إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع جزء من العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، ما قوبل بترحيب واسع داخل البلاد. وفقًا لبيدرسن، فإن هذا القرار يمثل “تطورًا تاريخيًا وفرصة حقيقية للتعاون الدولي”. وشكر الدول الإقليمية مثل السعودية وتركيا وقطر على دعمها للشعب السوري خلال هذه المرحلة الحساسة.
التحديات الاقتصادية والأمنية تهدد الاستقرار
رغم رفع العقوبات، تظل سوريا تعاني من أزمة اقتصادية هيكلية حادة نتيجة سنوات الحرب التي دمرت اقتصاد البلاد. أشار المبعوث الأممي إلى أن الاقتصاد السوري يعاني من تداعيات الصراع الممتد لأكثر من عقد، إلى جانب التوترات الداخلية والصراعات العرقية التي تجددت في بعض المناطق الغربية في أبريل الماضي.
وحذر بيدرسن من احتمالية تجدد العنف وفقدان الثقة بين الأطراف، مؤكدًا أن استمرار الغارات الإسرائيلية على سوريا يمثل عائقًا إضافيًا أمام تحقيق الاستقرار، مطالبًا بوقف هذه العمليات واحترام سيادة الأراضي السورية.
الأوضاع الإنسانية في سوريا.. معاناة مستمرة رغم الجهود الدولية
قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في جنيف إن أكثر من 16.5 مليون سوري بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، حيث يعاني نحو 90% من السكان من الفقر، وتشريد أكثر من 7.5 مليون شخص داخل البلاد وخارجها. وأكد أن الأمن الغذائي يشكل تهديدًا خطيرًا لما يقرب من نصف السكان، مع وجود حوالي 3 ملايين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
ورغم تزايد التحديات، تستمر عمليات المساعدات الإنسانية، مع دخول أكثر من ألف شاحنة محملة بالمساعدات من تركيا منذ بداية العام، بزيادة سباعية مقارنة بالعام الماضي. لكن التمويل لا يزال غير كافٍ، حيث لم يتم تمويل سوى 10% من طلب الأمم المتحدة البالغ 2 مليار دولار لدعم 8 ملايين من الأكثر ضعفًا.
دعوة عاجلة للمانحين ودعم دولي مستمر
دعا المسؤولون الأمميون المجتمع الدولي والمانحين إلى زيادة التمويل الطارئ للمساعدات الإنسانية، مؤكدين أن الشعب السوري بحاجة إلى دعم عاجل لمواجهة الأزمة التي لا يستطيع تحملها بمفرده.