تغير مستقبل الشرق الأوسط: تركيا تواجه فرصة تاريخية مع تراجع الدعم الغربي لإسرائيل

مستقبل الشرق الأوسط يتغير.. تركيا أمام فرصة تاريخية بعد تراجع دعم الغرب لإسرائيل
في تطور لافت على الساحة الدولية، تشهد منطقة الشرق الأوسط مرحلة جديدة يعاد فيها رسم التوازنات السياسية، وسط تغيرات جذرية في مواقف الدول الغربية تجاه إسرائيل وسوريا، ما يفتح الباب أمام تركيا لتعزيز دورها القيادي في الإقليم.
وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، صرّح الباحث السياسي التركي المقيم في ألمانيا، ياسين باش، أن السياسات الغربية بدأت تتغير بشكل واضح، خاصة بعد تصاعد الانتقادات الدولية ضد إسرائيل بسبب عملياتها العسكرية في غزة، والقرارات الأمريكية والأوروبية بشأن تخفيف العقوبات المفروضة على النظام السوري.
الغرب يتخلى عن دعم إسرائيل.. وتركيا المستفيد الأكبر
قال ياسين باش إن “استخدام إسرائيل المفرط للقوة في قطاع غزة وما خلفه من خسائر بشرية كبيرة، أجبر الحكومات الغربية على مراجعة موقفها”، مضيفاً أن ما يجري لا يمكن تفسيره فقط بدوافع إنسانية، بل يعكس تحولات سياسية أعمق.
وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأت تتعرض لضغوط متزايدة من قبل الناخبين الشباب والعرب داخل الولايات المتحدة، ما دفعها إلى التراجع التدريجي عن دعمها المطلق لإسرائيل. وتابع قائلاً: “نتنياهو بات عبئاً دبلوماسياً على الغرب، وتصريحاته المتطرفة كدعوة طرد الفلسطينيين من غزة صدمت الرأي العام العالمي”.
موقف أردوغان وتركيا يعري نفاق الغرب
وأضاف باش أن تركيا كانت سبّاقة في فضح ازدواجية المعايير الغربية، حيث قال: “تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان، وخصوصاً وصفه إسرائيل بأنها دولة إرهابية، لاقت صدى واسعاً في العالم”، مشيراً إلى أن دعم أنقرة للدعوى المقدمة من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، ضيّق الخناق القانوني والدبلوماسي على تل أبيب.
كما لفت إلى أن تصريحات رئيس وزراء إسبانيا بأن بلاده لن تتعامل اقتصادياً مع “دولة ترتكب إبادة جماعية” دليل على تزايد عزلة إسرائيل في أوروبا.
رفع العقوبات عن سوريا.. فرصة ذهبية لتركيا
ويرى باش أن القرار الأمريكي والأوروبي برفع العقوبات المفروضة على النظام السوري يمثل تحولاً استراتيجياً، يمهد لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، خاصة فيما يتعلق بملف اللاجئين السوريين.
وقال إن إعادة إعمار سوريا قد توفر فرصة كبيرة للشركات التركية، لاسيما في قطاع المقاولات، ما يعزز النفوذ الاقتصادي لأنقرة في المنطقة. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين العلاقات التركية الأوروبية من خلال تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي ومراجعة اتفاقية اللاجئين.
تركيا تقود المشهد الإقليمي الجديد
وأوضح باش أن “التحول في السياسات الغربية، من دعم أعمى لإسرائيل إلى انتقادات ومطالبات بالعقوبات، خلق فراغاً سياسياً يمكن لتركيا أن تملأه بفعالية”، مؤكداً أن أنقرة باتت الآن في موقع يسمح لها بلعب دور محوري في صياغة مستقبل الشرق الأوسط.
وأضاف: “من الممكن أن تقود تركيا جهود السلام، وتسهم في استقرار سوريا، وتكون اللاعب الأهم في معالجة أزمة اللاجئين”، مشدداً على أن استثمار هذه الفرص يتوقف على تحركات أنقرة الدبلوماسية خلال الفترة المقبلة.
المصدر: تركيا عاجل