ما هو تأثير استهداف حقل بارس الإيراني على أسعار الغاز العالمية؟

شهدت الساحة الدولية تصعيدًا جديدًا في منطقة الشرق الأوسط بعد استهداف حقل بارس الجنوبي الإيراني، أحد أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم، في هجوم إسرائيلي أثار مخاوف واسعة بشأن استقرار أسواق الطاقة العالمية.
وقال خبير أسواق المال أحمد معطي إن استهداف حقل بارس الجنوبي يُمثل ضربة قوية للاقتصاد الإيراني، مشيرًا إلى أن هذا الحقل يُعد من أكبر مصادر الإيرادات النفطية والغازية لإيران، وأي ضررٌ به سيؤدي إلى تراجع حاد في صادرات الطاقة الإيرانية، مما يزيد من الضغوط المالية على الحكومة.
وأضاف معطي، لـ “تليجراف مصر” أن القصف قد يؤدي إلى ارتفاع عالمي في أسعار الغاز الطبيعي، خاصة في الأسواق الآسيوية والأوروبية التي تعتمد بشكل كبير على واردات الطاقة من منطقة الخليج، مشيرًا إلى أن أي اضطراب في الإمدادات سيزيد من حالة عدم الاستقرار في الأسواق العالمية للطاقة.
وأوضح الخبير أن تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل قد يخلق مخاطر إضافية على خطوط الملاحة البحرية في مضيق هرمز، ما يعزز احتمالات تعطيل إمدادات النفط والغاز على نطاق أوسع، مؤكدًا أن هذا السيناريو سيؤثر سلبًا على أسواق المال العالمية ويزيد من تقلبات الأسعار.
ارتفاع أسعار النفط عالميا
وارتفعت أسعار النفط بشكل كبير بعد اندلاع الصراع الإيراني الإسرائيلي، خصوصا بسبب الموقع الاستراتيجي الحاسم لإيران ضمن خريطة الطاقة العالمية، كونها تملك رابع أكبر احتياطي نفطي في العالم، بالإضافة إلى كونها تتحكم في مضيق هرمز الذي يعد نقطة مرور رئيسية لشحنات النفط والطاقة في المنطقة.
ويشكل كل تصعيد في هذه المنطقة تهديدًا حقيقيًا لإمدادات الطاقة، خصوصًا أن نحو 20% من النفط العالمي يُنقل عبر مضيق هرمز، حسب تحليلات معهد “بروكنجز”.
بعد التصعيد بالمنطقة.. النفط يسجل أكبر ارتفاع في يوم واحد منذ 2022“اضربوا مصافي النفط”.. دعوات داخل الكونجرس لدعم إسرائيل ضد إيران
ويمتد مضيق هرمز بين الخليج العربي والمحيط الهندي، محاطًا من الشمال بإيران ومن الجنوب بالإمارات وسلطنة عمان، حيث طوله حوالي 161 كيلومترًا، وعرضه لا يتجاوز 33 كيلومترًا في أضيق النقاط، مع ممرات ملاحية ضيقة في كل اتجاه بعرض حوالي ميلين فقط.
ويمر عبره يوميًا أكثر من 17 مليون برميل نفط، إلى جانب شحنات الغاز المسال القادمة من قطر وإيران. ففي الربع الأول من 2024، عبر المضيق حوالي 15.5 مليون برميل يوميًا من النفط الخام والمكثفات المصدر من السعودية والعراق والكويت والإمارات وإيران، وفقًا لبيانات “بلومبرغ”.
تأثير الصراع الإيراني الإسرائيلي على النفط
بعد الغارات الإسرائيلية الأولى، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا بنسبة تصل إلى 13% قبل أن تتراجع المكاسب إلى 8% عند إغلاق تعاملات الجمعة، بعد أن تبين أن المنشآت النفطية لم تتعرض لأضرار مباشرة.
ويتداول خام برنت حاليًا عند حوالي 74 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ عدة أشهر. هذه القفزة في الأسعار لا تعكس توقفًا فعليًا في الإنتاج، بل هي رد فعل سريع للسوق على حالة القلق والذعر، حيث يسعى المستثمرون إلى تأمين مصادر إمداداتهم المستقبلية، مما يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في الأسعار.