“تحليل سطحي ومخادع”.. الباز ينتقد “الدحيح” بسبب انتهاء عصر الفراعنة.

هاجم رئيس مجلس إدارة مؤسسة “الدستور”، الدكتور محمد الباز، صانع المحتوى الباحث أحمد الغندور، مقدم برنامج “الدحيح”، متهمًا إياه بتقديم محتوى “سطحي ومضلل”، خاصة في حلقته الأخيرة التي تناولت تاريخ نهاية الفراعنة.
وكتب الباز عبر حسابه على “فيسبوك”: “الدحيح ليس صاحب محتوى سطحي فقط، لكنه مضلل أيضًا، الأصل مصري، حتى العرب أصلهم مصري، أليسوا أبناء سيدنا إسماعيل؟ وإسماعيل ابن ستنا هاجر المصرية؟ الإنصاف يقول إنهم لا بد أن ينسبوا أنفسهم إلينا، نحن لا ننتسب إلا لأنفسنا”.
الباز يهاجم الدحيح
لكن في المقابل، جاءت الحلقة موضوع الجدل لتستعرض أبرز محطات نشأة وتطور الحضارة المصرية القديمة، بداية من تأسيس الدولة وحتى بناء الهرم الأكبر، في سرد تاريخي مدعوم بالمصادر التاريخية.
مينا وتوحيد القطرين.. لحظة ميلاد الدولة المصرية
استهل الغندور حلقته بالحديث عن الملك “مينا نارمر” الذي وحد شمال وجنوب مصر عام 3150 قبل الميلاد، مؤسسًا أول دولة مركزية في التاريخ الإنساني، بحسب ما أوردته “لوحة نارمر” الأثرية.
وأشار إلى أن هذا التوحيد لم يكن مجرد خطوة سياسية، بل كان نواة لفكرة الدولة المنظمة ذات المؤسسات، ما جعل مصر أول دولة معروفة بالتاريخ.
موت وأسطورة.. أبيدوس ومحكمة أوزيريس
انتقل الغندور للحديث عن المعتقدات الجنائزية لدى قدماء المصريين، موضحًا أن المصريين، الذين اعتادوا دفن موتاهم في أماكن بعيدة عن مساكنهم، اختاروا “أبيدوس” كموقع مقدس للدفن، نظرًا لكونها المكان الأسطوري لدفن الإله أوزيريس، رب البعث والحساب.
وأوضح أن كل ملك في تلك الفترة كان يبني مقبرتين، واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب، ما تسبب لاحقًا في إرباك علماء المصريات عند تتبع آثار الملوك.
زوسر وإمحوتب.. بداية المعمار الجنائزي
ومع مجيء الأسرة الثالثة، بزغ نجم الملك زوسر، أول من أمر ببناء هرم في مصر القديمة، هذا الإنجاز تحقق على يد المهندس إمحوتب، الذي تم تأليهه لاحقًا كإله للطب، وهو أول معماري معروف بالاسم في التاريخ، بحسب ما ذكره “الدحيح”.
سنفرو والتجريب الهندسي قبل المعجزة
وقال الدحيح خلال الحلقة التي أثارت جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل: “أعقب زوسر الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة، والذي سعى إلى تشييد هرم مثالي، فبدأ بمحاولة بناء (هرم ميدوم)، ثم (الهرم المنحني) في دهشور، والذي عانى خللًا في التصميم، قبل أن ينجح أخيرًا في بناء (الهرم الأحمر)، الذي اعتبر مقدمة لهرم الجيزة الأكبر”.
وأكد الغندور أن تكلفة بناء الأهرامات كانت باهظة، لكن الغرض منها كان منح الملوك مثواهم الأبدي، بحسب المعتقدات السائدة آنذاك.
خوفو والهرم الأكبر.. معجزة هندسية خالدة
أكمل الغندور السرد التاريخي بوصول الملك خوفو، ابن سنفرو، إلى العرش، مشيرًا إلى أنه شرع فورًا في بناء أعظم صرح معماري عرفته البشرية وهو الهرم الأكبر.
وأوضح أن هذا الصرح الشاهق بني باستخدام 2.5 مليون حجر، يبلغ وزن كل منها نحو طنين، ويصل ارتفاعه إلى 150 مترًا، بمساحة قاعدية 52 ألف متر مربع.
وتطرق إلى ما قاله المؤرخ اليوناني هيرودوت، الذي ادعى أن 90 ألف عامل شاركوا في بناء الهرم، معلقًا: “ربما لم يتخيل هيرودوت أن عددًا صغيرًا من العمال المهرة يستطيعون تشييد صرح بهذا الحجم، لكنه واقع أكدته الدراسات الحديثة”.