أسعار النفط تفقد مكاسبها في ظل زيادة المخاوف الجيوسياسية والتجارية

تراجعت أسعار النفط في تعاملات الخميس، بعد أن قفزت بأكثر من 4% في الجلسة السابقة، مع استمرار حالة القلق في الأسواق نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إلى جانب التطورات الأخيرة في السياسة التجارية الأمريكية.
أسعار النفط اليوم
وهبطت أسعار النفط اليوم لخام “برنت” إلى ما دون 69 دولارًا للبرميل، بعدما سجل الأربعاء أكبر مكاسب يومية منذ أكتوبر الماضي. كما استقر خام “غرب تكساس الوسيط” بالقرب من 68 دولارًا للبرميل، بعد أن تخلى عن جزء من مكاسبه السابقة.
وكانت أسعار الخام قد ارتفعت بشكل ملحوظ عقب تهديدات إيران بشن ضربات على القواعد الأمريكية في حال انهيار المفاوضات النووية، ورد واشنطن بإجلاء موظفين غير أساسيين من سفاراتها في بغداد، البحرين والكويت، في خطوة تعكس توقعات بارتفاع المخاطر في المنطقة.
الرسوم الجمركية
وفي سياق متصل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يعتزم خلال أسبوع أو أسبوعين إخطار شركاء التجارة بتفاصيل معدلات الرسوم الجمركية الجديدة، في إطار جهوده لإعادة صياغة منظومة التجارة العالمية، الأمر الذي أثار مجددًا مخاوف المستثمرين من تداعيات سلبية على النمو العالمي والطلب على الطاقة، ما أدى إلى تراجع الإقبال على الأصول المحفوفة بالمخاطر.
ورغم التوصل إلى اتفاق أولي بين واشنطن وبكين لتخفيف التوترات التجارية، فإن تصريحات ترامب الأخيرة أعادت الشكوك حول استقرار الاتفاق، لا سيما مع اقتراب مهلة 9 يوليو المحددة لمراجعة الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على عشرات الدول.
المفاوضات النووية
من جانبها، أعلنت طهران، أنها ستقدم مقترحًا جديدًا حول برنامجها النووي خلال الجولة السادسة من المفاوضات المقرر عقدها في العاصمة العُمانية مسقط الأحد المقبل.
وقال وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، إن بلاده تأمل في التوصل إلى اتفاق، لكنه حذر من أن أي مواجهة عسكرية ستلحق خسائر فادحة بالقوات الأمريكية في المنطقة، مؤكدًا أن “جميع القواعد الأمريكية ستكون أهدافًا مشروعة”.
مخزونات الخام الأمريكية
وفي الوقت ذاته، أظهرت بيانات رسمية انخفاض مخزونات الخام الأمريكية بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، مع استمرار المصافي في العمل بأقصى طاقتها لتلبية الطلب الصيفي، وهو أعلى مستوى للتشغيل منذ ديسمبر 2019.
وأشارت مذكرة لبنك “آر بي سي كابيتال ماركتس”، أعدها فريق بقيادة الخبيرة هليما كروفت، إلى أن إعلان الولايات المتحدة إجلاء موظفيها من بعض بعثاتها في الشرق الأوسط “يعزز من احتمالات تصاعد التهديدات في المنطقة”، التي تنتج نحو ثلث إمدادات النفط العالمية.